الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

كاجيرا ... 16




لن تنسى هنا تلك الكلمات التى حفرها باسم بداخلها ، فبعد طقوس معتادة فى تقاليدنا الشرقية من دعوات ومجاملات وعادات يتم اتباعها فور دخول العروسين الى بيتهما ، وبعد استقرار المقام بهم داخل عشهم الدافئ أمسك باسم بيد عروسه وهو يقودها عبر جنبات المنزل كأنها تراه لأول مرة ، وقف فى المنتصف ما بين غرفة النوم وبين غرفته السرية التى تعرفها جيدا وهو يشير تجاهها قائلا " فى تلك الغرفة وحدها أنتى مليكتى وستبقين هكذا للأبد ، لن يتغير شيئا سوى اننى الان أملكك ملكية تامة تشهد عليها السماء وشهد عليها الجميع ، لن يكون هناك مجالا لتأنيب من ضمير او لوم من مبادئ ، سترين فى تلك الحجرة ما لم ترينه من قبل ، سترين ما احتفظت به لمن أملكها علنا ، أملكها أمام الجميع ، املكها باتفاق شرعى لا اتفاق شفوى بينى وبينها فقط "
ورغم ابتسامتها التى كست وجهها الجميل الا ان التوتر قد تسلل الى ملامحها وهى تدرك ان كلماته لا توحى بأن ما ينتظرها هو خير ،بل هو شر مستطير ، الان هى مملوكته التى لا يمكنها الهرب من يديه ابدا .
لكن كل هذا التوتر والقلق تبخر وهى تطير لتصل لعنان السماء وتتخذ مقامها فوق السحاب ، فما فعله باسم فاق كل حدود الإبهار .
فبعد كلماته امسك بيدها من جديد وهويقودها الى غرفة نومهم وعندها اقدم على أخر ما تخيلت ان تراه من باسم ..

كاجيرا ..... 15




حاولت حسناء أن تسترخى قدر الإمكان وهى تستعد لجلسة جديدة من جلسات التدليك التى تخضع لها كلما شعرت بتوتر شديد ، وزادت حولها ضغوطات الحياة ،،، تجردت من ملابسها كما تفعل عادة لكنها فى تلك المرة وقفت للحظات وهى تتأمل جسدها الذى لم يترك الزمن أثاره عليه بعد ، فرغم انشغالتها الكثيرة ودوامة العمل التى لا تنتهى ، يبقى اهتمامها بنفسها كأنثى هو متعتها الوحيدة بخلاف أسفارها المتعددة التى تجد فيها ضالتها فى التسوق بحثا عن كل جديد ..
لم تطيل النظر الى نفسها بل اكتفت بالاطمئنان على أنها لا تزال أنثى كاملة لم يهزمها التقدم فى العمر بل زادها فتنة ، تمددت وهى تحيط جسدها بمنشفة كبيرة على منضدة النادى الصحى الشهير الذى اعتادت ان ترتاده منذ سنوات فى انتظار مريم ، الفتاة التى ترتاح دوما تحت لمسات يديها والتى أعتادت ان تتأكد من وجودها قبل الحضور إلى هنا ..
لم يطل انتظارها فقد أقبلت مريم فى خطا سريعة ، تلك الفتاة التى تتمتع بجسد مثالى يحسدها عليه الجميع ، حتى انها أصبحت أيقونة لكل سيدة وفتاة تأتى إلى هنا ، كلهن يتمنين أن يصبحن فى تناسق ولياقة وجاذبية تلك الريفية التى أستقر بها المقام فى القاهرة قبل سنوات والتى سرعان ما تسلل سحر تلك المدينة الى اعماقها خاصة وهى محاطة دوما بأبهى صور تلك المدينة فى شكل سيدات المجتمع الموجودات هنا .. 

كاجيرا .... 14




فى تلك الليلة لم يستطع النوم أن يتسلل لجفون سكان هذا البيت الهادئ ،، فقد قضت هنا ليلتها فى توجس وقلق تدور برأسها ألاف الأفكار والسيناريوهات المتوقعه لرد فعل والدتها بعد ما رأت من أثار تركها سيدها على جسدها ..
كانت هنا تعلم جيدا من هى والدتها ، فالصمت المطبق الذى هبط على المنزل لم يكن هدوءا او استسلاما وانما كان استعدادا لأصوات تعلو على هزيم الرعد ،، ولن تنسى هنا طوال حياتها تلك النظرة النارية التى انطلقت من عينى والدتها قبل ان تغادر غرفتها ، نظرة حملت لوم وعتاب بقدر ما حملت شفقة واندهاش .. والأسوأ انها حملت غضبا هادرا يعلم الله مداه ...
ورغم كل محاولات باسم لطمأنتها طوال الليل الا ان حالتها كانت اسوأ من ان يتم تسكينها ببضع كلمات .. وعلى بعض أمتار من غرفتها كان الضوء فى غرفة حسناء يعلن ان ليلتها ايضا ليلة مسهدة لم ينل النوم اى حظوظا فيها ..
وامام شاشة كمبيوترها اللوحى حاولت حسناء أن تكتشف حقيقة الأمر ، اضناها البحث وهى تلهث خلف نتائج كلمة بسيطة كتبتها على احد محركات البحث الشهيرة " سادية " ، فهالها ما رأت
الاف المقاطع المصورة وملايين الصفحات حول العالم ، والغريب انها وجدت مئات الصفحات المصرية والعربية التى تتحدث عن الأمر تضم الاف الشباب والشابات ... 

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

كاجيرا .... 13




كاد الدوار ان يعصف برأس هنا فى تلك اللحظة العصيبة حين فاجأتها والدتها بزيارة غير متوقعة لمنزل باسم ، لم يمنعها من السقوط سوى يدى سيدها التى تحيط بها من الجانبين وهو يطمأنها قائلا " خليكى هنا وما تتحركيش ، مفيش حاجه انا هتصرف " ، دوما كانت تلك الجملة التى ينهى بها حديثه مصدر أمان واطمئنان لقلبها ، فطوال عام كامل أثبت لها سيدها وحبيبها انه بارع فى التصرف والخروج من المواقف العصيبة ... لكن ما لم تعلمه هنا ان باسم كان يخفى الكثير بأعماقه وهو يرتجف من الداخل مترقبا لسر تلك الزيارة أو ما الذى سينتج عنها ... ولام نفسه مرات ومرات لأنه لم يخبر والدتها انه فى عمله وسيعود بعد ساعتين مثلا تفاديا لهذا الموقف ، لكن السيدة كانت تبدو متأهبة وهى تخبره انها اسفل منزله فلم تدع مجالا للكذب خاصة وان زيارتها جاءت عقب انتهاء عمله بما يزيد عن ساعة كاملة تكفى لعودته ..
وبخطوات حاول ان يجعلها هادئة واثقة توجه الى الباب وعيناه تجول فى الأرجاء بحثا عن أيا من متعلقات هنا ، ولما اطمأن فتح الباب والابتسامة على وجهه تخفى ما يجول بداخله من قلق ، وبابتسامة مماثلة استقبله وجه " حسناء " والدة هنا وهى تقول " معلش انا عارفة انها زيارة مفاجئة بس كان لابد منها " ، كانت تلك الكلمات توحى بأهمية تلك الزيارة وتزيد من قلق وتوجس باسم وهو يفسح الباب أمامها لتخطو الى الداخل مصطحبة معها عبيرا ساحرا خلفه العطر الفرنسى الذى أغرق ملابسها الأنيقة ..

كاجيرا ... 12




300 يوم سعادة بالتمام والكمال مروا على هنا وباسم بعد تلك اللحظة العصيبة التى فقدت فيها وعيها ، فقد تحول هذا التاريخ فى حياة هنا لبداية جديدة كأنها ولدت فى هذا اليوم ، فتلك النظرة الملتاعة وفيض الحب والحنان الذى غمرها به باسم فور ان افاقت كان لا يمكن التعبير عنه ، أقسمت لها بسمة فيما بعد انها رأت شلالا من الدموع ينهال فى صمت من عينى باسم ، توقف الكون عن الدوران بالنسبة له فى تلك اللحظة حتى عادت هنا للحياة من جديد ...
 وحده فك قيودها ووحده نزع الابرمن أماكنها وتقسم بسمة انها رأته يتألم مع كل إبرة ينتزعها كأنها يغرسها فى جسده هو  ووحده حملها الى الحمام ووحده خلصها مما ملأ به معدتها ، ووحده وضعها تحت المياه الجارية ووحده منحها قبل الحياة  ، طوال هذه المعاناة لم تفر دمعة واحدة من عينيه ، لكن الشلال انهمر فور أن استعادت وعيها ... لم يتوقف طوال الوقت عن ترديد اسمها من وسط دموعه ، وطوال ساعة كاملة ارقدها خلالها على فراشه داوى ألامها وجروحها بعناية فائقة  ، ووووو .....  بحبك
نطقها فور ان عادت عيناها للحياة تملأن الدنيا نورا وأملا واشراقا ... قالها لتكون إشارة بدء 300 يوما من السعادة 

كاجيرا ... 11




تحركت هنا فى عصبية مفرطة فى ارجاء المكان ، كانت قد فقدت تماما القدرة على السيطرة على أعصابها وهى لا تدرى ما يدور بداخل الغرفة المغلقة حيث صديقتها وسيدها قد مر على تواجدهم بالداخل ما يقارب الساعه ، حاولت ان تجلس او تهدئ من روعها لكن دون جدوى ، فنهضت وهى تندفع ناحية الباب المغلق ...
لم تتسمر أمامه كما توقعت هى بل اقتحمته بكل قوة ...
وامام عينيها الذاهلتين رأت صديقتها العارية تماما تقفز لتعتدل على احدى طاولات الغرفة الكبيرة وسيدها يقف فى احد الاركان يعبث بأشياءه كأنه يستعد لأستخدام احداها وو
" هو ايه اللى بيحصل بالظبط " ، نطقت هنا تلك الجملة وهى تحاول قدر استطاعتها الا تخرج مدوية ، لكنها بالفعل خرجت أشبه بهزيم الرعد ،،، لكن باسم أجاب فى هدوء " انا عايز اسألك نفس السؤال ، هو ايه اللى بيحصل بالظبط ، وازاى تدخلى الاوضة بالشكل ده وبالطريقة دى "
ارتبكت هنا لكنها حاولت ان تتمالك نفسها لتكمل ما بدأته وهى تلقى نظرة على  بسمة التى انكمشت فى مكانها قدر الامكان وهى تحاول ان تخفى جسدها ، واخيرا نطقت هنا " انتوا بتعملوا ايه ، حضرتك بتعاقبها زى ما انا شايفه ، طب بأى صفة وصفتها ايه بالنسبة ليك ، الموضوع كان لغاية امبارح بالنسبة ليها مجرد تجربة وغلطة غلطتها اتحاسبت عليها وخلاص ، فمن حقى افهم دلوقتى ايه اللى بيحصل وازاى وليه " 

كاجيرا ... 10




ارتفع صوت الموسيقى المميزة لتلك اللحظة التى تولد كل أنثى وهى تترقب تلك اللحظة المشهودة وهى تتقدم فى بطء ترتدى فستانها الأبيض وكأنها ملكة متوجة ينتظرها فارسها الذى جمعهما رباط مقدس ،،
وبدا باسم وسيما ربما أكثر مما ينبغى فى حلته السوداء التى تزينها قطعا من الستان الأسود اللامع وابتسامة واثقة ترتسم على شفتيه ، اما هى فكان لقب أميرة أو ملكة يقلل كثيرا من قدرها ، فقد بدت حنين فى تلك اللحظة كأنها ملاكا قد هبط من السماء وقد نجح فى اخفاء جناحيه وتجسد فى صورة أروع امرأة يمكنك ان تراها ..
اما تلك اللحظة التى تسلم فيها عروسه الفاتنه التى ما ان تجلت فى القاعة حتى شهق الحضور من فرط ما يرونه من إبهار خاصة مع لمعان عينيها الذين جعلهما كخاتمين من الألماس يطيران فى الهواء، كانت تلك اللحظة مهيبة حتى ان حنين قد ارتعشت وكادت تسقط بكل زينتها لولا ان يد باسم قد احاطت بها تمنعها من تلك الكارثة .
أستمر الحفل لساعات وكأن الحضور لا يتمنون ان ينتهى أبدا ليظل مشهد العروسان عالقا بأذهان الجميع ، اما هما فقد حفرا فى عقولهما لحظات متتابعه تكفى لملأ دفاتر حياتهما بالكامل علها تكفى .. فمن رقصة هادئة الى صرخات فرح الى ابتسامات لم تنقطع طوال الوقت ، وشهد الجميع انه ما من زفاف قد شهد هذا الكم من الصور مع العروسين وكأن كل مدعو أراد ان يخلد تلك اللحظة فى ذاكرته ..

الأحد، 18 سبتمبر 2016

كاجيرا .... 9




لم تكن تلك الابتسامة المرسومة على وجه حنين تعكس حقيقة ما يدور داخلها ، ففى اعماقها انطلقت الألعاب النارية معلنة عن حالة عارمة من الفرح الغير مسبوق ، كانت روحها فى تلك اللحظات ترقص على انغام موسيقى التانجو وتدور وتدور لترسم أقواس قزح متعانقه فى كل مكان ...
كانت تلك الابتسامة مجرد مظهر يقل كثيرا عن حالة السعادة التى تشعر بها فى تلك اللحظات ، وهى ترى الحياة التى رسمتها فى خيالها مئات المرات تتحول على أرض الواقع الى مجرد تفاهات لا يمكن مقارنتها بالواقع الذى تحياه الان .
تلك النزهة كانت نقطة تحول كبيرة ، رأت خلالها جوانبا لم تتخيل وجودها ، تعلم ان باسم يمتلك مقومات رجولة عزت فى هذا الزمان ، لكن اعداده لتلك النزهة كان نقطة فى بحر ، وهى ترى عينيه واذناه وروحه تحيط بها من كل مكان كأنها ملاكها الحارس الذى لا يجب ان تشعر فى وجوده بأدنى شعور بالقلق ،، 

كاجيرا ... 8




ما الذى نعرفه عن الأفعى ، انها ذلك الكائن الذى يتحرك فى صمت وخفة وسرعة لا تكاد تلمحه لكن لدغته مؤذية إلى أبعد الحدود ، يمكنها ان تباغتك فى أى وقت ،، بالضبط مثل أداة باسم التى أطلق عليها هذا الأسم ، جمع فيها خمسة أحزمة جلدية وتلاعب قليلا فى مقاساتهم ليبكون بعضهم قصير للغاية بينما البعض يمتد لمتر كامل ، ثنى بعضا منها خاصة تلك التى تتميز بمرونة عالية فجدلهم فى احكام واستخدام ادوات لاصقة لتبقى فى هذا الوضع ، ليتحول الحزام الى كتلة جلدية سميكة ،، اما تلك الأحزمة التى قصرها لحد كبير فقد اضاف الى فتحاتها الجانبية عددا من اسلاك الكهرباء المعزولة وضع فى نهايتها كرات من الخرز الصغير ..
هكذا تحولت تلك الاحزمة لأداة يمكنها ان تغطى مساحة كبيرة من جسد من سيجبره سوء حظه على تلقى ضرباتها ..

السبت، 17 سبتمبر 2016

كاجيرا .... 7




على غير عادتها استيقظت بسمة من نومها وهى تشعر بنشاط كبير وحماس لم تشعر به منذ فترة طويلة ، لما تجلس كعادتها لساعة فى سريرها تقاوم رغبتها فى مواصلة النوم ، تعلو وجهها ابتسامة جزلة تكشف ان نومها كان هادئا ، وحتى أحلامها كانت ممتعه ،، توقفت قليلة وهى تتذكر حلم تلك الليلة وهى تبتسم وعلى وجهها ارتسمت علامات الخجل رغم ان احدا لا يراها ، فأحلامها السابقة لم تكن ابدا أكثر جموحا وإثارة من هذا الحلم  ، لم تشأ ان تبدأ يومها بأن تتذكره فلا تزال تشعر بالإثارة رغم ان حلمها قد ظهرت أثاره على جسدها وملابسها الداخلية كما لم يحدث من قبل ، قامت لتغتسل استعدادا لزيارة حنين فى منزل سيدها الذى باتت فيه ليلتها ، وفى عقلها وحده حسدتها بسمة على تلك الفرصة التى نالتها وكم تمنت ان تكون بصحبتها فى تلك الليلة المثيرة التى تخيلت ما دار فيها دون ان تراه ..
وكعادة بسمة خلال الاستحمام تحسست يديها معالم جسدها الرطب ، وتوقفت يداها وهى تتحسس مؤخرتها التى تذوقت لأول مرة معنى الصفعات بالأمس ، ودون إرادتها وجدت نفسها ترغب فى الشعور مجددا بهذا الاحساس فصفعت نفسها بيدها بقوة ، ورغم الصوت العالى الذى أحدثه صوت صفعاتها على جسدها المبتل بفعل المياه الجارية ، الا انها كررت الصفعة عدة مرات وهى متأكده ان حمام غرفتها لن يسمح بخروج الصوت لأبعد مما ينبغى ، لم يستغرق الأمر كثيرا حتى حققت مرادها وهى تلتفت لتنظر الى مؤخرتها فى المرأة فوجدتها قد اكتسبت لونا احمر مميزا واصابع يديها قد ظهرت واضحه خاصة مع بشرتها الشديدة البياض ، العجيب بالنسبة لها ان هذا المشهد هو ما أثارها وليس وقع الصفعات 

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

كاجيرا ..... 6



لو أردنا ان نستعين برسام محترف ليصور بريشته مشهد حنين فى تلك اللحظة العصيبة لوجدناه لن يلتفت أبدا لجسدها العارى وانما سيركز خالص جهده لمحاولة رسم تلك التعبيرات التى ارتسمت على وجهها وتكفى لرسم الاف اللوحات التى تعبر عن الرعب والذعر والألم ، بينما أضافت خصلات شعرها المتناثرة مزيدا من الشعور بالمعاناة .
فى تلك اللحظة كان جسد حنين يتدلى من السقف رأسا على عقب وقد تم ربط قدماها المضمومتين سويا الى حلقة علوية بينما تدلت رأسها الى أسفل لا يفصلها عن الأرض سوى أقل من متر واحد ويداها مربوطتين سويا يتدليان بلا هدف وبلا امل فى ان يدافعا عن جسدها الذى بدا كلوحة من لوحات الفن التشكيلى الغير مفهومة عادة بالنسبة للعامه ، ففى كل مكان على جسدها سترى علامة من علامات أدوات باسم ، اقدامها وسيقانها وظهرها وبطنها اكتسوا بعلامات عشوائية فى كل الاتجاهات بعد ان نالا ما لم يخطر ببالها من ضربات متتالية بفلوجر جلدى أسود لا يزال باسم ممسكا بيه فى يده حتى الان ، وبالطبع لم تسلم مؤخرتها ولا صدرها من صفعات توالت احالت لونهما الا لون احمر داكن يصعب معه تحديد عددا الضربات التى تلقياها .
ولو رأينا العرق المتصبب على وجه باسم وكأنه أنهى منذ قليل مارثون طويل فى الجرى لأدركنا كم الضربات التى نالها جسد حنين ، صرخاتها ترددت فى جنبات المكان عالية مدوية ، لم تشفع دموعها ولا صرخاتها عند سيدها الذى تملكه الغضب كما لم يحدث من قبل  .

كاجيرا .... 5





أمامها 10 دقائق فقط ويعود سيدها ، تمضى الثوانى على عجل كأنها تعاند حنين التى سقطت فى فخ لا فكاك منه ، ومهرولة اتجهت الى الغرفة السرية مصطحبة حقيبتها التى قلبتها على الارض بحثا عن اى شئ ربما قد تركته هناك يصلح ليخلصها من تلك الورطة ، تبعثرت اشيائها دون ان تهتدى حل ، فتجولت ببصرها فى الغرفة تبحث هنا وهناك دون ان تجد سوى ادوات العقاب المتراصة بكل مكان ، اتجهت الى الادراج لكنها بمجرد ان فتحت الدرج الاول حتى اغلقته من جديد فلا يحوى سوى ادوات زادت من رعبها وجزعها اكثر واكثر ، لم يتبقى سوى دقائق ثلاثة ويعود سيدها وعليها الا تخالف أول اوامره ولكن اين المفر ...
اتجهت مسرعة الى الحمام الصغير الملحق بالغرفة ، وما ان فتحت بابه حتى اتسعت عيناها فى انبهار ، فقد وجدت امامها غرفة كاملة وليس حماما يحوى حوض استحمام كبير ومرأة ضخمة تحتل حائطا بالكامل اصطفت عليها عدد كبيرمن لوازم الاستحمام وغيرها ، اما المفاجأة فكانت فى خزانة خشبية صغيرة فى ركن الحمام الكبير ما ان فتحتها حتى تنفست الصعداء ، فهناك وجدت صفا كاملا من الملابس الداخلية النسائية تفوح منها رائحة عطرة و كلها سوداء اللون ، امسكت باحداها تتفقد قياسها لكنها انفجرت فى الضحك عندما وجدت حرفين كبيرين منقوشين على الاندروير لم تجد عنائا فى فهم معانيها M B  او ماستر باسم ... " يا دماغك العالية " ، هكذا حادثت نفسها وهى تضع القطعه جانبا وتشرع فى خلع ملابسها حتى تعرت تماما ،، وقبل ان ترتدى ما وجدته من كنز ثمين انقذها من وضع شديد الحرج فى لقاءها الاول بسيدها ، وقفت لتتأمل جسدها امام المرأة الكبيرة التى يبدو انها اعدت لهذا الغرض 

الخميس، 15 سبتمبر 2016

كاجيرا .... 4




بعد صرختها المدوية ومع نظرات الاندهاش التى اطلت من عينى بسمة والابتسامة الخبيثة التى ظهرت على وجه باسم ، اندفعت حنين تسأل النادل عن مكان دورة المياة ، وفور ان اشار انطلقت تجرى وكأنها تتمنى ان تنشق الأرض وتبتلعها ، اغلقت باب الحمام خلفها وشرعت تخلع ملابسها السفلية ووقفت فاغرة فمها مما رأت ، اهكذا فاضت انهار شهوتها بالفعل حتى اغرقت ملابسها التحتية بالكامل وهى التى لم تعرف يوما معنى لأنهار شهوة الانثى ، صحيح انها تفرج عن مشاعرها كأنثى من وقت لأخر لكنها لم ترى طوفانا كما ترى الأن امام عينيها ،، طرقة خفيفة على الباب جعلتها تنتفض هلعا ، بينما اتى صوت بسمة مطمأنا " انا بسمة .. مالك طمنينى عليكى " ، أجابت حنين بحروف مرتعشة " انا كويسة مفيش حاجه ، دقيقة وجاية " ، انصرف بسمة وهى تدرك ان صديقتها لن تخبرها بالمزيد الان ..
اما حنين فقد وقفت لتفكر قليلا قبل ان تقرر ان تتخلص من جريمتها ، فبدأت فى خلع البنطلون الذى ترتديه ومن خلفه " الاندر وير " جسم الجريمة الكاملة التى حدثت منذ قليل ، امسكته بأطراف اصابعها وهى تتأمل ما فعلته به قبل ان تلقيه فى سلة المهملات ، تركت الماء يمسح ما تبقى من اثار وجففت جسدها بعناية وارتدت بنطلونها من جديد لأول مرة فى حياتها بدون ملابس تحتيه ، وبثقة مصطنعه خرجت عائدة الى مكان جلوسها دون كلمة واحده ، لكن باسم فاجئها بقوله : خلاص ،،، فردت باندهاش " خلاص ايه " ، ابتسم باسم قائلا : خلاص بطلتى صريخ !!
اكتست ملامحها بالخجل وهى تقول : انا أسفة ما كانش قصدى ، انا سرحت فافتكرت مشهد مرعب وغصب عنى صرخت ، اجاب باسم : ولا يهمك مفيش حاجه ! 

كاجيرا ... 3





وأتى يوم الخميس حيث الموعد المتفق عليه مع باسم ، لأول مرة وجها لوجه ستتحدث حنين إلى رجل حول ميولها ، ولكن من قال أنها ستتحدث من الاساس ، ستكتفى بالاسئلة ، ستستمع إليه وكفى ، هكذا قررت بعد عناء طويل من التفكير.

كانت تتمنى أن تروى له كل شئ ، تمنت أن تنفك عقدة لسانها لتحكى له كيف بدأت حكايتها ، استعادت حينها تلك اللحظات الاولى لها فى هذا العالم الغريب ، تذكرت وقت أن كانت طفلة صغيرة قررت والدتها ان تعاقبها حينها بالطريقة التقليدية القديمة بأن تضعها على أقدامها وتصفع مؤخرتها فى ضربات متوالية ، نعم كانت تصرخ وكانت تبكى ، لكنها ابدا لن تنسى هذا الشعور الذى تولد داخلها ، انها على العكس تماما من كل التوقعات كانت تتمنى ان تستمر والدتها فيما تفعله ..
لم تكن تدرى ما هذا ولا اى مشاعر تلك ، لكنها تأكدت من عشقها لها عندما كررت الفعله مدربة الباليه ، كانت قد بدأت دروسها منذ ان كانت فى الرابعة من عمرها ، لكن ما حدث كان وهى فى الرابعة عشر من عمرها
لا تدرى لماذا شرد ذهنها وقت التدريب وتكررت اخطائها وتوالت تنبيهات مدربتها ، لكنها فوجئت على حين غرة بصفعه قوية من يدها تطال مؤخرتها وهى شاردة الذهن من جديد ، وبعدها انهالت 5 صفعات متتالية انطلقت معها صرخاتها ، ولكن المدربة لم تكتفى بذلك بل أمرتها ان تتوجه لركن بعيد وتواجه الحائط وهى تؤدى احدى وقفات الباليه الصعبة ، فكان أول معرفتها بمفهوم " الكورنر تايم " 

كاجيرا ... 2






لم يكن غريبا الا يغمض لـ حنين جفن فى ليلتها تلك ، التى أعقبت لقاءها الأول بـ باسم ، بقيت ليلتها على فراشها الوثير تتأمل فى حروف الكارت الذى استقر بين راحتيها ،،، وفى عقلها ترددت مئات الأسئلة كان أهمها : من أنت ايها الغامض
من أي حفرة من حفر القدر ظهرت لى وفى هذا التوقيت تحديدا ، لم يكن باسم يدرى كما كان توقيته مثاليا ، ففى تلك المرحلة كانت حنين قد غاصت حتى النخاع فى بحور السادية ، قرأت كثيرا ساعدها على ذلك اجادتها للغة الانجليزية بحكم دراستها ، ورغم انها وجدت الاف الكتابات التى تناولت الامر من عدة زوايا الا ان ما عثرت عليه باللغة العربية لم يكن سوى مجرد اجتهادات محدوده لا تشكل بحثا متعمقا او شرحا كافيا ، وهذا ما اقلقها ...
لقد فهمت جيدا مفاهيم السادية الغربية ، ولكن ظلت طبيعتها الشرقية رغم كثرة اسفارها وعالمها المفتوح عقبة امام تقبل تلك الافكار ...
ولم تكن تتوقع ان تجد لدى باسم أى جديد ، لكن الجديد هو ان تتحدث عن الأمر الذى لم تفاتح فيه احدا سوى صديقتها المقربة بسمة ، التى وجدت لديها بعض الميول لاكتشاف هذا العالم ..
كان حماس حنين طاغيا ، ودون مجهود قررت انها ستتحدث الى باسم ، ولكن ... ماذا بعد
تردد السؤال فى أعماق عقلها دون اجابة .. وحينما شعرت بالحيرة قررت ان تترك الأمور لوقتها
لم تتردد حينها ان تهاتف بسمة لتخبرها عن قرارها الذى اتخذته : بسمة انا هقابله بس وانتى معايا .. خلص الكلام ومفيش فصال ولا نقاش ، واغلقت الهاتف قبل ان تتلقى ردا من بسمة المذهولة .

كاجيرا .... 1






فاق الألم توقعات حنين ، كانت تتوقع ان تتألم وأن تصرخ وأن تنهمر دموعها ، فكل هذا ليس جديدا عليها فقد مرت به من قبل ، لكنها فشلت فى إطلاق الصرخات فقد احتبس الصوت فى حلقها وأبى أن يخرج عاليا مدويا .. فشلت فى احتمال ضربات السوط التى لم تترك جزءا لم تطاله فى جسدها المنهك ..
وكإجراء وقائى انهار جسدها على الأرض وراحت فى غيبوبة طويلة ...
وبالطبع لم تدرى كم بقت غائبة عن الوعى ، فقد ابتلعتها دوامة سوداء اخذت فى الدوران بسرعة متزايدة سرعان ما انتقلت بها إلى عالم أخر من اللاوعى ... لكنها أفاقت
وبمجهود كبير نجحت حنين فى أن تفتح عينيها لتبصر ضوءا خافتا وأشباح لشخوص عدة تنظر إليها ... استغرقت دقائق لتستطيع أن تميز ملامح تلك الوجوه التى ترتدى زيا موحدا وقد بدأ عقلها يستوعب انها ترقد على فراش أحد المستشفيات يحيط بها طبيبين وممرضة و هو .
استقر بصرها عليه وهى تحاول ان تحرك شفتيها لتنطق بأسمه ، لكنها فشلت ، وبإشارة صامتة منه فهمت انه يحثها على الصمت والهدوء حتى تسترد كامل وعيها