الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

سلمي...2





...وفي المساء كان هناك شيئا ما يسحب يدها ويضغط بها علي شاشة هاتفها ويفتح ذلك الحساب مجددا ويحملها الي داخل هذا العالم رغما عنها، ظلت متردده كثيرا هل تحادثه؟ هل سؤاله هذا له علاقه بصلب الموضوع وهي لا تعلم؟ هل يجب ان يعرف المسيطر حجم صدرها في بداية العلاقه؟؟!!!!! لم تكن مقتنعه ولم تكن تعلم ماذا تفعل وظلت متردده حتي قررت ان ترسل اليه مجددا وتحاول ان تفهم ماوراء سؤاله لعله يكون شئ ضروري في هذا العالم العجيب.


# ازي حضرتك، انا الاكونت بتاعي بس اتقفل ومكنتش عارفه ارجعه
* انتي بنت؟
# اه والله العظيم بنت !!!!
يبدو ان سلمي لم تكن تخطو خطواتها الاولي في هذا العالم فحسب، بل كانت مازالت تخطو خطواتها الاولي في هذه الدنيا، وكانت برغم بلوغها مرحلة الشباب إلا ان عقلها مازال طفلا، لا يعي حقيقة النفوس البشريه ولا يخطر بباله ان هناك كل ذلك المكر والخبث بداخلها، ولم يستوعب ذلك السؤال وبكل براءه وبديهيه اعتقدت سلمي انه يسألها عن جنسها ذكر أم انثي، وأجابت بتلقائيه ...أنثي.
*قصدي يعني أتجوزتي قبل كدا؟
# لأ حضرتك، انا لسه بدرس
* كام سنه ومنين؟
# 19 من كايرو، وأنت؟
*وأنت؟!!!
# ايوه يعني اقصد انت كام سنه ومنين؟
* بتعيديها تاني كمان؟ شكلك لسه خام وانا هاربيكي علي ايدي، اسمها وحضرتك، مفهوم؟
# ماشي اوكي، حضرتك كام سنه ، منين؟
* مافيش حاجه اسمها ماشي واوك وتمام، الكلام ده تنسيه، هي حاضر وبس، وكمان مالكيش حق تسألي، انا غير اي حد هنا ومابقبلش اي سليف تدخل مملكتي الا بشروط، فعشان تحققي حلمك واقبلك ملكي تنفذي الاوامر وانتي مغمضه.
(ملكي)
تلك الكلمه المسحوره التي حلمت بها سلمي دوما،ظلت ترددها كلما خلت بنفسها وتتذوق حلاوتها من نبع الخيال، واخيرا الحلم بات بالقرب من يدها وقريبا جدا ستصبح....مملوكه ويتحول خيالها الي واقع تعيشه، فلقد وجدت سلمي كل ماتحتاجه في الفتره الحاليه، وجدت شخص يتحكم بها ويملي عليها الأوامر ويروي ظمأ الخاضعه التي تحملها بين جانبيها، واستسلمت بدون ادني مقاومه ولا اسئله وكان كل ما تحلم به هو ان تمارس ميولها بأي شكل وبأي ثمن، وفي نفس المحادثه أمرها ان ترسل اليه صورتها وفعلت، وفي نفس المحادثه ايضا اخبرها انه قبلها لتدخل مملكته، فطارت سلمي من مقعدها لتلامس النجوم وهي تنادي رجل لأول مره بكلمة... (سيدي)، طلب منها بيانات حسابها علي الفيس بوك وقام بحذف كل اصدقائها الرجال واضاف لها بناته.
وفجأه،، اصبحت سلمي مملوكه بلا مقدمات وبلا تفكير وبلا اسئله وبدون ان تشعر، وكانت تلك اللعبه كفيله ان تجعلها مملوكه...لعبة الاوامر، لعبه بسيطه ومجربه وفعاله جدااااا مع صغار السن، كل ما عليك الا ان تأمر أمر ما وتنتظر رد الفعل، ان اطاعت الامر فتهانينا هي الان اصبحت مملوكتك، اما اذا لم تطع الامر لا تنزعج ولا داعي للقلق اطلاقا فتلك اللعبه سلسله وبسيطه كما اخبرتك قبل قليل، فهي ان لم تطع الامر فلديك خيارين وليس خيار فحسب، اولا ان تضحك وتنعتها بالشقيه وتقف علي الحياد وتتريث قليلا وتحاول ان تأمرها بعد فتره، ثانيا ان تغضب منها وتخبرها انها متمرده ولن تكلمها مرة اخري، وتلك الطريقه سترسم حولك فقاعه كبيره وضخمه وتجعل منك قوي الشخصيه في نظرها وستجدها تحاول باستماته ان تسترضيك، مبروك.
وها قد دخلت سلمي المملكه المزعومه واصبحت جاريه من جواريها، وكانت سلمي مفعمه بالحياه ولديها فائض غزير من المشاعر وكان لديها نسبه مرتفعه جدا من هرمون يدعي "هرمون الخضوع" ، فراحت تكتب وتكتب وتسكب مشاعرها علي الورق وعلي صفحات الفيس بوك، فكانت دون ان تشعر خير سفير لذلك الشخص ودون ان تشعر ايضا اصبحت في منصب "المتحدث الاعلامي" لتلك المملكه، تطورت العلاقه سريعا كما بدأت وبنفس السرعه تلقت سلمي الاوامر وبنفس السرعه كانت تنفذها، تحدثا كثيرا علي الهاتف وكتابيا عبر الانترنت ومكالمات مرئيه ايضا، وكانت الاوامر وجلسات العقاب غير مرضيه لها تماما، وكان الحديث بينهما إما عن امور جنسيه او لهو ليس له طعم فشعرت وكأنها تتحدث مع صديقها في المرحله الابتدائيه واخذت تتسائل فيما بينها...
"لم يكن هذا ما اريد، لو اردت ذلك الشخص وتلك العقليه ما جئت الي هنا واكتفيت بمن هم حولي في الجامعه فهم بارعون في حفظ مقاطع الافلام المضحكه ويعرفون جيدا تلك اللغه الشبابيه الحديثه، أين العقاب؟! هل الامر بوضعي مشابك من النوع الذي اريد وبالمده التي اريد، هل هذا هو العقاب؟!! اين الصوره التي رسمتها للرجل المسيطر الذي يجبرني ان انظر اليه وكأنني طفله تلهو اسفل قدميه وهو ذلك الرجل العملاق؟!! واين وجوده في حياتي واين اختياراته لي؟!! ولكني الان متوجسه خيفه ان اغمض عيني واسير خلف ذلك العقل، هل كل هذا شئ مؤقت وسيزول عندما يجمعنا لقاء حقيقي؟ ربما سيكون الواقع اجمل، ولكني الان لا ادري، حقا لا ادري اي شئ سوي انني اريد ان اعيش تلك الحاله كما هي"

اخذت سلمي تمني نفسها بأن الواقع سيكون اجمل، وان المشاعر الفاتره هي ضريبة العالم الوهمي وان المشاعر من الصعب ان تصل عبر كلمات مكتوبه، مما جعلها متلهفه وتشتاق الي اول لقاء حقيقي، طلبت ذلك بلهفه واصرار وجاءها الرد سريعا... غدا صباحا موعدنا، ذهبت سلمي في موعدها وانتهي اللقاء ولكنها لم تعود!!!
ذهبت اليه محمله باحلام ورديه وطقوس تتمناها وجسد امرأه وقلب طفله وروح خاضعه ولكنها لم تعود الي منزلها سوي بجسدها وفقط، حتي هذا الذي عادت به اصبحت تكرهه وبشده، لم تعود سلمي ولكن عادت انثي اخري تماما غيرها، دخلت غرفتها وانفجرت بالبكاء...

كم اشعر بالرخص والاهانه، هل هذا كل شئ؟!!
صفعة علي وجهي وممارسة الجنس ثم دعابات سخيفه وحضن باااااااااااارد، هل هذااااا كل شئ حقا؟!! أهذا ما ما كنت اسعي اليه دوما واتمني ان اعيشه؟! لا والف لا، أهذا هو الاحتواء الذي تتشدقون به ليلا ونهارا؟ سحقا لكم جميعا وسحقا لميولي التي جعلت مني رخيصه الي هذا الحد، أحقا هذا ما كنت اسعي اليه جاهده واسير طوال هذه السنوات نحوه؟! ذلك الطريق الممتلئ بالاشواك ظننته انتهت الاشواك منه واخيرا وصلت الي البستان في نهايته، ولكن اتضح لي في اخر الامر ان كل ما خطت قدمي فوقه من اشواك ما هو الا زفرات من ذلك البستان الذي يعج هو الاخر بالاشواك، سأعود الي خيالي مجددا وألتحف به عسي ان يقيني برد الواقع القارس.
مرت الايام علي سلمي بطيئه جدا، اغلقت هاتفها واعتكفت بغرفتها وتحججت لوالدتها بانها مريضه وتحتاج الي الراحه، ظنت انها كذبت علي والدتها عندما قالت انها مريضه ولكن الحقيقه انها مرضت بالفعل، واصبحت مريضه بذلك الواقع السئ الذي تجرعت منه اول جرعه، وبعد عدة ايام فتحت هاتفها وعادت الي ذلك العالم مجددا عبر حسابها الشخصي، ولكن هل ستعود الي ذلك الواقع مع هذا الشخص؟؟ ام انها ستكتفي بخيالها؟؟ ام انها ستبحث عن واقع اخر يكون اجمل؟!!!!!!!

هناك 3 تعليقات:

  1. القصتين سلمي وعبير هدفهم جميل وحقيقي بس مين يركز او يهتم
    الاغلب بيدخلو العالم دا لعلاقه جسدية بس سواء ماستر او سليف مفيش
    علاقه حقيقيه ونظيفه وخاليه من الشهوات
    وكمان تعليق بسيط ليه بتكتب جديد وموقف اللعنه وحياه

    ردحذف
    الردود
    1. الماستر لازم يسيطر.ع العقل اولا ثم يأتيه القلب طواعية..

      حذف
  2. ؟؟؟؟؟ ممكن نتكلم منه

    ردحذف