الأحد، 18 سبتمبر 2016

كاجيرا ... 8




ما الذى نعرفه عن الأفعى ، انها ذلك الكائن الذى يتحرك فى صمت وخفة وسرعة لا تكاد تلمحه لكن لدغته مؤذية إلى أبعد الحدود ، يمكنها ان تباغتك فى أى وقت ،، بالضبط مثل أداة باسم التى أطلق عليها هذا الأسم ، جمع فيها خمسة أحزمة جلدية وتلاعب قليلا فى مقاساتهم ليبكون بعضهم قصير للغاية بينما البعض يمتد لمتر كامل ، ثنى بعضا منها خاصة تلك التى تتميز بمرونة عالية فجدلهم فى احكام واستخدام ادوات لاصقة لتبقى فى هذا الوضع ، ليتحول الحزام الى كتلة جلدية سميكة ،، اما تلك الأحزمة التى قصرها لحد كبير فقد اضاف الى فتحاتها الجانبية عددا من اسلاك الكهرباء المعزولة وضع فى نهايتها كرات من الخرز الصغير ..
هكذا تحولت تلك الاحزمة لأداة يمكنها ان تغطى مساحة كبيرة من جسد من سيجبره سوء حظه على تلقى ضرباتها ..

يمكنها ان تطال عدة أماكن بشكل عشوائى كبير ، فلا يمكنك ان تتوقع اين ستكون ضربتها التاليه ، الى اين ستتجه تلك الاسلاك ، ولا أية بقعة ستضربها الخرزات الصغيرة ولا اى مكان ستطاله الأحزمة الطويلة ...
فقط تعرف انك ستعانى ،، ويالها من معاناة ..
خمسة عشر دقيقة كاملة من ضربات الأفعى على أجساد الفتاتين كانت كفيلة لأن تتحول الى أرض داستها أقدام التتار فأشعلت الحرائق هنا وهناك وتركت اثارها فى كل مكان بشكل متناثر ، السيقان والمؤخرات والظهر ايضا تحولوا بفعل الأفعى الى سهول حمراء وزرقاء وبنفسجية فى لوحة سيرياليه بالغة التعقيد ..
لكن تلك اللوحة وحدها جعلت باسم يتوقف قليلا ، لقد سمع صرخات الفتاتين وشاهد دموعهما تنهمر لتروى أرضية المكان ، ولكن كل هذا توقف تماما فى الخمس دقائق الأخيرة ، لا صرخات ولا دموع ... فقد خارت قوى الفتاتين حتى عجزتا عن الصراخ او ذرف المزيد من الدموع ،، كانت اجسادهما الصغيرة تنتفض مع كل ضربة جديدة ، لكنها تنتفض فى صمت ، حتى تلك الانتفاضات اختفت فى الدقائق الثلاثة الاخيرة ... هنا علم باسم ان كل المراحل قد اكتملت .. مرحلة الالم الاولى .. ثم مرحلة الشعور بالحرارة التى تتصاعد فى مكان الصفعات .. ثم مرحلة الشعور بالخدر او التنميل ، ثم بعدها تبدأ مرحلة انتظار المزيد من الضربات أو الاستمتاع الكامل بهذا النوع من الألم ..
هنا قرر ان عليه التوقف ... حل قيود الفتاتين لكنهما لم تحركان ساكنا ،، والى ادراجه عاد من جديد ليحضر ادوات الاستشفاء أو " الريكفرى " ، علبة كريم مرطب واخرى لترطيب البشرة ، وبطريقة من يعرف ما يفعله جيدا بدأ بالاقدام ثم الظهر وانتهى بالمؤخرة ،، كان يضع طبقة رقيقة من الكريم ووخلال دقائق كان الجلد يمتصها ليضع مكانها طبقة ارق من المرطب ويداه لا تكادان تلمسان بشرة الفتاتين ...
انهى عمله قبل ان يستخرج اللعبة المطاطية التى استقرت طويلا بداخل حنين ، والتى ندت منها اهه صغيرة لكنها عضت برفق على شفتيها حتى تكتم ما تشعر به من الم ، لكن بسمة لم تستطع ان تحذو حذوها فمع كل كرة تغادر مؤخرتها كانت تطلق صرخة الم قوية  ، حتى ان الاخيرة شعرت معها بسمة انها تنتزع روحها معها ... فمدت يدها بحذر تربت على مؤخرتها كأنها تعتذر لها ،،،
" العقاب ما خلصش " ، جملة قصيرة لكنها صادمة فأجأ باسم بها الفتاتين وهو يتابع " فى بريك مش أكتر ، مستنيكم برا " ، ترك الفتاتين وغادر الغرفة ، وببطء تحركت كلتا الفتاتين وكلا منهما ترتدى بعضا من ملابسها ، العجيب ان عيونهم لم تلتقى ابدا خلال هذا ، وكأن كلا منهما قد قررت ان تخشى ان تفضحها تعبيرات وجهها للأخرى ..
لم تفارق عيونهم الارض او السقف خلال خطواتهم من داخل الزنزانه الى الخارج حيث وجدا باسم يجلس وقد مد ساقيه على طاولة قريبة ، اقتربت منه حنين وهى تهمس " عامل ايه يا سيدى دلوقتى " ،، رد باسم " تمام ، ما تقلقيش " ، حنين " طب ما ترتاح فى اوضة حضرتك شوية " ،، باسم " انا كده كويس " ،، ترددت قليلا وهى تقول " اصل يا سيدى ، صاحبتنا قالت ان المفروض ما تخليش حاجه تلمس مكان الحرق ، ده مش كويس على الأقل اول 24 ساعه "
رمقها باسم بنظرة طويلة قبل ان يجيب " لو حسيت انى تعبان هادخل ارتاح " ،، وتابع " انا طلبت الأكل زمانكم اكيد جعانين " ،، ردت بسمة بسرعة " ايوه بقا كده ... حاسس بيا " ، ابتسم هو قائلا " حاسس اوى خصوصا بعد الجزء الأول من العلقة " ،، بسمة " احممم .. الجزء الأول ، يعنى فيه تانى ،، انا اتربيت خلاص وفهمت القواعد والغلطة مش هتتكرر تانى ابدا " ، التفت باسم تجاه حنين فقالت " وانا كمان صدقنى يا سيدى ، غلطة ومش هتتكرر تانى ابدا .. انا اسفة "
لم يجيب باسم واكتفى بابتسامة صغيرة وقد بدت عليه علامات الالم ، فعدل من وضع جلسته حتى استقر على اكثر الاوضاع راحة ، فى نفس الوقت الذى اطلقت فيه بسمة أهههه قوية فور ان لامس جسدها المقعد ، فنهضت مسرعة ، فتنبه باسم وهو يقول " مالك فى ايه ؟ " ، اجابت " مالى .. يعنى هو اللى حصل فيا ده شوية ، انا مش قادرة "
باسم " ايوه ايه اللى واجعك بالظبط " ، بسمة " احممم ، مش هاعرف اقول " ، انعقد حاجبى باسم وهو يعيد السؤال قائلا " مكان الضرب ، ولا مكان الكور " ،، اجابت بسمة وقد اخفت وجهها بيديها " التانية " ،، باسم " طيب تعالى معايا "
نهض وهو يشير اليها ان تدخل من جديد لغرفة العقاب بينما توجه هو الى المطبخ ، وشاهدته حنين وهو يحمل طبقا يحوى عددا من مكعبات الثلج ،، لا تعلم لماذا سألته " اساعدك يا سيدى " ، هل هى الغيرة ام الاشفاق عليه وعلامات الالم تبدو على حركته ،، فأجاب " لا ، خليكى مكانك " ..
دخل الى الغرفة واغلق بابها خلفه وهو يقترب من بسمة التى وقفت حائرة فى منتصف الغرفة قائلا " تعالى مددى هنا " قالها وهو يشير الى الركن الذى يحتوى على شيزلونج جلدى يبدو وثيرا ، وقبل ان تصعد فوقه تابع هو ، اقلعى هدومك من تحت بس ومددى على بطنك " ، ترددت قليلا لكن الالم الذى شعرت به حين حاولت الجلوس جعلها تستجيب وهى تقول لنفسها " ليس هناك ما لم يراه من قبل " ، لكنها سألته " هو حضرتك هتعمل ايه بالتلج ده " ، قال " هقولك ، اصبرى " .
انتظر حتى انتهت من خلع ملابسها التحتيه بالكامل وصعدت الى الفراش الصغير وتمددت على وجهها ، فوضع هو الطبق جانبا ومد يده ليباعد بين أردافها قليلا ليتأمل ما فعلته الكرات ، لم يكن الامر بالغ السوء كما توقع ، لكنه رأى ان الكرات ربما كانت اكبر مما ينبغى خاصة تلك الأخيرة التى ابقت على فتحتها متمددة لوقت ليس قصير ،، فقال " مفيش حاجه تقلق ، الالم ده طبيعى بعد اللى حصل ، خصوصا ان الكور طلعت كبيرة شوية بالنسبة لك ، شوية تلج هيحلوا الموضوع " ، اكتفت بسمة بهمهمة ضعيفة وهى تحاول اغماض عينيها خاصة وانها جعلت وجهها تجاه فى رقدتها تلك وكان الوضع الاكثر راحة بالنسبة لها ، لكنها حاولت الا تنظر تجاهه او ترى ما سيفعله ...
شعرت بصوت يديه تلتقط مكعبا ثلجيا سرعان ما استقر على مؤخرتها فجعلها تنتفض قليلا مع برودة الثلج ، لكن الشعور اختفى بعد قليل وكأن الثلج قد امتص الالم او اصابها بخدر مؤقت خاصة مع توالى المكعبات فور ذوبانها بفعل سخونة جسدها ..
مع شعورها بالراحة فتحت بسمة عينيها قليلا وحاولت ان تراقب ما يفعله باسم دون ان يراها او تلتقى عيونهما ، لكنها وجدت رغما عنها عينيها لا تلتقط سوى اعلى بنطلونه الواسع وقد اشفقت على ما اصابه وهى تدرى انه يعانى لكنه يحاول اخفاء هذا امامهم ،،، واااااااااه
انطلقت تلك الصرخة فجأة من حلقها ، فلم تتوقع ما فعله باسم ، الذى وضع المكعب الثلجى لثوانى وبمجرد ان بدأ فى الذوبان دفعه بأصبعه الى داخل مؤخرتها ، اتبعت صرختها بقولها " ايه بقى مش كفاية انا مش قادرة حرام عليك "
باسم " ده مش عقاب ، الالتهاب اللى موجود من برا ومن جوا وزى ما التلج امتص الالتهاب ده من برا دلوقتى هيمتصه من جوا وبعدين ده تلج ثوانى وهيدوب ومش هتحسى بحاجه "
اطبقت بسمة شفتيها وعادت تغلق عينيها مجددا ، خاصة وهى تعلم ان المكعب التالى الذى بدأ فى الذوبان سيتخذ طريقه الى مؤخرتها من جديد وبالفعل كان هذا ما ينتويه باسم لكن المكعب ابى الا ان يتحرك عكس الاتجاه المطلوب ليسقط فى أسوأ مكان يمكن ان يلامسه فى تلك اللحظة .
فقد سقط ليستقر على بين فخذى بسمة ملامسا فرجها فى حركة مفاجئة لم تتوقعها ، فكان هذا اكثر من قدرتها على الاحتمال ، فكانت صرختها فى تلك المرة تحمل كثيرا من الشبق اكثر مما تحمل من الالم ، لم تدرى حتى كيف خرجت تلك الصرخة التى سيدرك كل من سمعها انها صرخة انثى تجتاحه جسدها براكين الشهوة التى انطلقت دون سابق انذار ، اما باسم فقد حاول انقاذ الموقف وهو يمد اصابعه بحذر ليلتقط المكعب الثلجى ، وهو يراعى الا يلمس منطقتها الحساسة ، وبالفعل نجح لكن المكعب الثلجى احتك بفرجها عدة مرات قبل ان يلتقطه باسم ويلقيه بعيدا ..
فيما اخفت بسمة وجهها فى الفراش وهى تعلم ان ما تشعر به من بلل الان ليس ناتجا فقط عن ذوبان الثلج وانما اختلطت به سوائل شهوتها التى فاضت دون ارادتها معلنة عن رغبة جامحه حاولت ان تخفيها ،،،
لم تكن تعلم ان فى تلك اللحظات كانت حنين قد اقتربت من الباب لتستمع لما يدور ، وعندما فشلت فتحت الباب بحذر شديد لتتابع عبر فرجته الصغيرة ما يدور بالداخل واستمعت الى صرخاتها الاخيرة ونيران الغيرة تشتعل بداخلها كما لم يحدث من قبل ، ليس بسبب بسمة وما فعلته ، ولكن لأن سيدها يعتنى بأخرى وتلامس يداه جسد اخر ، وترى عيناه ادق التفاصيل فى جسد اخرى ..
عدلت بسمة من وضع رأسها وعادت تواجه احمد وحانت منها نظرة خاطفه تجاه احمد ، كانت تتمنى الا يلاحظ ما حدث ، لكن نظرتها تلك كشفت لها انه عرف كل ما دار منذ لحظات ، فذلك الانتفاخ اسفل ملابسه كشف انه شاهد ما حدث وفهمه
ومن جديد ورغما عنها وجدت نفسها تزداد اثارة مع ما شاهدته الان ،، لكنها لم تدرك ما عليها ان تفعله ، لكن الحل جاء على يد باسم ، فمكعب التلج الجديد الذى تناوله فى يده ووضعه على فتحة مؤخرتها ودفعه بأصبعه الى الداخل كان مختلفا ، فقد دفع باسم بأصبعه عميقا خلف مكعب الثلج كأنه يوصله الى مكانه بالتحديد ، وهو الأمر الذى لم تتوقعه بسمة أبدا ، وفور شعورها بهذا الاصبع الذى اقتحم جسدها بغتة ، وكأنه كان القشة التى قسمت ظهر شهوتها البالغه ، حتى انطلقت تعربد فى انحاء جسدها فى نبضات متتالية تصاعدت حتى وصلت لقمتها وجسدها ينتفض وينقبض عدة مرات ، انقباضات شعر بها اصبع باسم فتركه لحظات حتى هدأ جسدها واستكان تمام فسحبه فى بطء ..
دق جرس الباب قاطعا لحظة الصمت ، فانطلقت حنين تعود الى مكانها فى الخارج ، قبل ان يلمحها باسم ، الذى اتخذ طريقه خارجا وهو يقول لبسمة " ما تتحركيش من مكانك انا راجع "
خرج ليجد المطعم قد ارسل الغداء وفق طلبه ، فوضعه فى المطبخ وهو يقول لحنين ، جهزى الاكل وانا 5 دقايق وجى
عاد للغرفة من جديد فوجد بسمة لم تتحرك كما امرها ، ففتح احد الادراج والتقط منها كرباجا قصيرا مكون من عددا من اسلاك شواحن الهواتف المحمولة وقد انثنت وانضمت الى جوار بعضها يربط نهايتها يدا جلدية قصيرة ..
وخلف بسمة وقف باسم اعلى كرسى قريب وهو يثبت سلسلتين فى حلقتين فى السقف ويضبط طولهما حتى يبقى اعلى جسد بسمة بما يقل قليلا عن المتر ارتفاعا ..
هنا اعتدلت بسمة وهى تسمع صوت المعدن الذى يحتك بالحلقة المثبته وهى تقول " هو فى ايه ، انا ما عملتش حاجه ، هو حضرتك بتعمل ايه " ،،، لم يجيبها باسم وهو يهبط الى الارض ويزيح الكرسى بعيدا ، وهو يشير لها لتعتدل على ظهرها
تعلمت معه ان تطيع اولا ، ففعلت ، فالتقط هو قدمها اليمنى وهو يثبتها فى الحزام الجلدى الذى تنتهى به السلسلة المتدلية ، فقالت بسمة " لا ارجوك رجليا وجعانى والله ومش هقدر امشى من ساعة الضرب بتاع امبارح "
باسم " رجليكى مش هيجرالها حاجه " قالها وهو يثبت قدمها اليسرى فى السلسلة الاخرى ، فاكتشفت الكارثة ،، عندما رأت ان ساقيها اصبحا متباعدتان بشكل كبير يشكلون زاوية منفرجة ، وهو الامر الذى جعلها فى قمة الحرج وقد كشف وضعها عن اشد مناطق جسدها حساسية ... لكنها لم تستوعب الى الأن ، بأى منطقة بجسدها سيكون العقاب ، وعلى ماذا من الأساس ..
انهى باسم ما يفعله ووقف مواجها لها وهو يقول " ده درسك التانى النهارده ،، السيطرة ،،، انتى ما عرفتيش تسيطرى على نفسك ، اللى حصل من شوية ده خطر وخطر جدا كمان ، وما ينفعش انك تفقدى السيطرة ابدا بالشكل ده ، درسك هيكون قاسى ، انما هيعلمك ان وقت العقاب او ما بعده مش وقت ابدا ينفع فيه تتحكم فيكى الغريزة بالشكل ده "
كانت كلماته حادة قوية اتسعت معها عينى بسمة التى لم تتوقع ان تلقى عقابا على ما حدث ، ولم تتوقع من الاساس ان يشير اليه باسم ، قالت انه سيكتفى بما عرف او لاحظ ، لكن لم يخطر ببالها ابدا ان يكون بتلك الجرأة ويواجهها .
قاطعتها يده التى هوت وهى تحمل الكرباج الصغير ،،،، وانطلقات صرخاتها ،، احقا ما يفعله ، هل هو بالفعل يهوى بتلك الضربات على فرجها ،،، جائت الاجابة مع الضربة الثانية وما تلاها من ضربات متتالية والتى لم تنقطع معها صرخات الألم ..ووسطها كانت كلمات متقطعه تنهال من بين شفتيها " ارجوك .. لا لا .. كفاية .. بليز بلاش .. مش قادرة حرام عليك .... طب بالراحة .. مش هاعمل كده تانى ابدا " ، لكن كل تلك الكلمات ضاعت تماما وسط صوتها العالى وضرباته المتتالية التى لم تتوقف الا بعد ان استحال فرجها الى جمرة ملتهبة يكاد لهيب السخونه ان يصل الى باسم فى مكانه ..
اعاد باسم حينها الكرباج الى مكانه وفك قيود بسمة وهو يقول " يلا البسى وتعالى عشان الغدا " ... حينها ولأول مرة رمقته بسمة بنظرة خرجت نارية تحمل الكثير من العدائية الا انه لم يلتفت وهو يدير ظهره خارجا ليجد حنين قد اعدت طاولة الطعام بشكل بالغ التناسق ، فأطلق صفيرا مميزا وهو يقول " هايل هايل لا فى تقدم كبير "
ابتسمت هى قائلة " بجد عجبتك يا سيدى " ،، فاشار لها بأبهام يده علامة الموافقة .
استقرا فى مجلسيهما انتظارا لبسمة ، التى ما لبثت ان اتت تتحرك بطريقة عجيبة جعلت حنين تطلق ضحكة رنانة وهى تقول " مالك ماشية زى البطريق ليه كده " ،،، ظهرت علامات الغضب على وجهها وهى تقول " اسأليه "
التفتت حنين الى باسم الذى بدأ يتناول طعامه وهو يقول " يلا الأكل هيبرد " ، جلست بسمة بجوار حنين وبعد قليل اندمج الجميع فى تناول الطعام الشهى وهو يثنون على ذوق باسم فى اختياره ، جلس الجميع بعدها يتسامرون فى عددا من الموضوعات ، تحدثوا فى السياسة قليلا وفى الفن قليلا وحتى فى الرياضة قليلا ،، وفى تمام الخامسة قاطعت حنين بسمة وهى تقول " سيدى ميعاد الدوا بتاع حضرتك " ،، نظر باسم الى ساعة الحائط فاكتشف كم هى محقة ، فقام الى غرفته وهو يربت على رأسها فى رفق ...
حينها تمددت الفتاتين كلا منهما على أريكة تبادلا حديثا قصيرا قبل ان يغطان فى نوم عميق استمر لساعه كاملة ، كانت حنين اول من استيقظ على وقع خطوات باسم تقترب ..
فاعتدلت على الفور وهى تقول " عامل ايه دلوقتى يا سيدى " ، فرد باسم " تمام الحمد لله ما تقلقيش انا كويس "
حنين " يا رب دايما  ،، ثوانى هاعمل لحضرتك الشاى " .. ونهضت تتجه الى المطبخ فى نفس الوقت الذى تنبهت فيه بسمة وهى تعتدل وتقول " ايه ده هو الساعه كام " ، رد باسم " لسه بدرى ما تخافيش الساعه 6 "
ردت بسمة " اه ولسه قدامنا الجزء الثانى من العقاب ، حضرتك نسيت " ،،، رد باسم بصوت اراد ان يبلغ مسامع حنين قائلا " لا خلاص مفيش جزء تانى انا هكتفى باللى حصل ، بس ما تتعودوش على كده "
بسمة " بجد بجد .. تصدق انت مفيش زيك " ، واخرجت حنين رأسها من المطبخ وهى تقول " طبعا مفيش زى سيدى وطيبة سيدى ابدا " ..
دقائق وكانت اكواب الشاى تدور بينهم وهم يواصلون حديث الاصدقاء ، قبل ان يقف باسم فجأة وهو يقول ، يلا يا بنات قوموا ظبطوا نفسكم عشان هنخرج
وقفت الفتاتين فى اندهاش حتى تكلمت بسمة قائلة " نخرج فين " بينما ردت حنين " انت تعبان ازاى نخرج مش وقته خليها وقت تانى "
رد باسم " اللى بقوله قرار ، انا قدامى نص ساعه واكون جاهز ، يلا "
وبالفعل استعد باسم قبل مرور الوقت واضطر لانتظار الفتاتين اللتين استغرقتا ربع ساعة إضافية لتخرجان فى أبهى صورة كما توقع هو ... وبسمة لم تنجح فى اخفاء فضولها وهى تقول " هيه بقى هنروح فين " ، رد باسم " فى عرض هيعجبكم اوى وقريب جدا من هنا انا حاجز وهيبدأ بعد ربع ساعه ، يلا عشان نلحق "
انطلقوا سويا وباسم يصارع الطريق للوصول فى الميعاد ،، كانت سهرة ممتعه لم تتوقف خلالها ضحكاتهم جميعا ، ورغم ان حنين لم تفارق عيناها وجه باسم سوى دقائق معدوده طوال الوقت الا انها استمتعت كما لم تستمتع من قبل .
وفى طريق عودتهم توقف باسم قليلا وهبط لأحد المحلات قبل ان يعود يحمل بين يديه لوحين كبيرين من الشيكولاته الفاخرة التى سال لها لعاب الفتاتين وبسمة تمد يدها خارج السيارة لتنال نصيبها وهى تقول " ايوا بقى هو ده الكلام "
تواصلت الضحكات وتخلل هذا اتصال هاتفى من والدة حنين تطمأن عليها وتطمأنها انها ستعود الى القاهرة مساء الغد .
خيم الصمت قليلا بعد الاتصال وعلى وجه حنين ارتسمت علامات الأسى ، وكأنها تتمنى ان تبقى هنا الى الأبد رغم ما تعانيه على يد سيدها ، ففى ساعات قليلة اختبرت حياة لم تكن تحلم ان تعيش مثلها .
وصلا الى المنزل فاستقلت بسمة سيارتها لتعود لمنزلها وهى تشير لباسم ليقترب قليلا ، حينها قالت " بص انا مش عارفه اقولك ايه ، انا على قد ما كنت مضايقة على قد ما انا باحترمك ، وعلى قد ما اتوجعت على قد ما استمتعت ، بجد انا اسفة اوى وبجد انا متشكرة اوى اوى " ، ربت هو على يديها فى حنان وهو يودعها ويصعد الى الشقة بصحبة حنين ،،
كان يوما حافلا بكل المقاييس ،،، لكن فور اغلاق الباب كان يوما اخر على وشك البدء ..
يوما ستشتعل فيه الشموع وستلتهب فيه الأجساد ...
يوما سيكون علامة فارقة فى حياة باسم وحنين .
#يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق