لن تنسى هنا تلك الكلمات التى حفرها باسم
بداخلها ، فبعد طقوس معتادة فى تقاليدنا الشرقية من دعوات ومجاملات وعادات يتم
اتباعها فور دخول العروسين الى بيتهما ، وبعد استقرار المقام بهم داخل عشهم الدافئ
أمسك باسم بيد عروسه وهو يقودها عبر جنبات المنزل كأنها تراه لأول مرة ، وقف فى
المنتصف ما بين غرفة النوم وبين غرفته السرية التى تعرفها جيدا وهو يشير تجاهها
قائلا " فى تلك الغرفة وحدها أنتى مليكتى وستبقين هكذا للأبد ، لن يتغير شيئا
سوى اننى الان أملكك ملكية تامة تشهد عليها السماء وشهد عليها الجميع ، لن يكون
هناك مجالا لتأنيب من ضمير او لوم من مبادئ ، سترين فى تلك الحجرة ما لم ترينه من
قبل ، سترين ما احتفظت به لمن أملكها علنا ، أملكها أمام الجميع ، املكها باتفاق
شرعى لا اتفاق شفوى بينى وبينها فقط "
ورغم ابتسامتها التى كست وجهها الجميل الا ان
التوتر قد تسلل الى ملامحها وهى تدرك ان كلماته لا توحى بأن ما ينتظرها هو خير ،بل
هو شر مستطير ، الان هى مملوكته التى لا يمكنها الهرب من يديه ابدا .
لكن كل هذا التوتر والقلق تبخر وهى تطير لتصل
لعنان السماء وتتخذ مقامها فوق السحاب ، فما فعله باسم فاق كل حدود الإبهار .
فبعد كلماته امسك بيدها من جديد وهويقودها
الى غرفة نومهم وعندها اقدم على أخر ما تخيلت ان تراه من باسم ..