تسللت نسمات الفجر تأخذ طريقها لصدور من
يبدأون يومهم من الصباح الباكر فى مهمة يومية للبحث عن القوت ، بينما كانت حسناء
فى منتصف ليلتها التى تمضيها بصحبة مريم ، فبعد حمام لا مثيل له ، بث فى جسد حسناء
شعورا عجيبا بالراحة والاسترخاء بدأت حفلة ما تسميه هى " مساج من نوع خاص
" ، لكننا نعرفه فى أوساطنا بجلسة سادية مميزة ، ورغم ان الحمام قد حول جسد
حسناء الى لون وردى زاد من فتنتها ، الا ان اثار ضربات مريم جعلته أكثر احمرارا
خاصة وقد استخدمت لأول مرة سوط جلدى قصير لامس كل بقعة فى جسد الحسناء التى تمتلك
الكثير من صفات أسمها ، ومع أول ضوء للنهار كانت مريم قد أحكمت وثاقها ، فقيدت
قدميها جنبا الى جنب ، بعد ان قيدت معصميها سويا بنفس الطريقة ووضعتهم امام جسدها
، قبل ان تحكم وثاق اطراف حسناء الاربعه سويا فى حبل تدلى من السقف تم تثبيته
بإحكام فى خطاف معدنى يحمل الثريا الانيقة التى تزين الغرفة ، لم يصل الأمر لحد
تعليق جسدها فقط اراحت مريم ظهر حسناء على الفراش واكتفت بهذا الوضع الصعب الذى
تقوس فيه جسد حسناء وبدت على وجهها علامات الألم ، وهمهمات مختنقة ...
نعم فقط همهمات فقبل ان تشرع مريم فى ربطتها
المحكمة كانت قد كممت فمها جيدا ، اعتلت مريم الفراش لتقف الى جوار حسناء وقد
امسكت بقدميها تقوم بتدليكم بطريقة المحترفين ، لم يستغرق الامر دقائق قليلة قبل
ان تبدأ المرحلة الجديدة ، وهى تمسك بخرزانه قصيرة احضرتها معها لتبدأ اقدام حسناء
فى تلقى ضربات لم تنالها من قبل ، ضربات حولت همهماتها الى صرخات مكتومة ، لو قدر
لها ان تخرج كاملة لاهتزت ارجاء الغرفة ، وواصلت مريم ضرباتها المتتالية لم يوقفها
سوى الوصول للرقم الصعب 100 ضربة كاملة ، بعدها لم تلتفت الى وجه حسناء لانها كانت
تدرك انه كان يحمل دموعا قد كسته خلال الدقائق الماضية ، كانت مريم فى هذا اليوم
منطلقة كما لم يحدث من قبل ، تشعر انها حرة قررت ان تفعل ما تشاء دون انتظار لوما
او عتابا ، ورغم ما تكنه لحسناء من مشاعر طيبة الا انها قررت ان تمنحها فى هذا
اليوم شعورا لن تنساه حتى لو كان هذا ضد ارادتها ، أنهت مهتمها مع قدميها ولم تنسى
ان تمنحهما تدليكا خفيفا خفف كثيرا من وطء الضربات ، انحنت على الفراش لتعدل من
وضع حسناء لتقربها من حافة الفراش قدر الامكان ، وهى لا تزال مقيدة بنفس الطريقة ،
ووقفت الى جوار الفراش تتحسس مؤخرة حسناء بخرزانتها قبل ان تبدأ فى فصل جديد من
الضربات التى سرعان ما تركت اثارها الواضحة .. وتعالت من جديد صرخات حسناء
المكتومة ،،
صرخات لا يمكن مقارنتها بتلك الصرخات التى
انطلقت بعد أن اقدمت مريم على خطوتها التالية ......
فى هذا الوقت استعادت بسمة وعيها ، ادارت
عيناها المرهقتين ببطء فى محاولة لاستكشاف المكان وهى تعتصر عقلها ليتذكر ما حدث
قبل تلك الغيبوبة ، الام جسدها نبهت عقلها لما حدث ، وتذكرت ما فعلته بها علا ،
التى وجدتها تنظر اليها فى شماتة واضحة ، والى جوارها وجدت خالد ينظر اليها بنظرات
اختلط فيها القلق مع الغضب ..
اما هو فكان عقله يحاول ان يبحث عن مخرج من
تلك الورطة ، فتلك المجنونه علا قد امتلكت أقوى أوراق الضغط بعد ان التقطت صورا
مخلة له بصحبتها وهددته بنشرها ، وربما لم تكشف له انها التقطت صورا مماثلة لبسمة
تلك الفتاة التى وقع فى هواها والتقت قلوبهما دون حتى ان يعلم ايا منهم انهم
يملكون ميولا مشتركة ، وبعقل ذكورى بحت توقف خالد عند تلك النقطة حينما تذكر ان
حبيبته قد اختبرت السادية من قبل ، وفى طيات عقله فقط أعلن انه كان ليتغاضى عن تلك النقطة لو لم يكن هذا
مع أقرب اصدقائه ، أدرك حينها ان الرجال لا يقلون تعقيدا عن النساء ، فرغم
الاتهامات التى تتطال النساء ان أفكارهم مرتبكة وربما متعارضة وأن مشاعرهم تختلط
كثيرا بقراراتهم حتى المصيرية منها ، ادرك حينها خالد ان الرجال ايضا ربما
يتنازلون عن كثير من مبادئ زعموا المحافظة عليها لو تعلق الأمر بقلوبهم ، فها هو
يكتشف انه ربما كان ليغفر لها ما مر بحياتها قبله لو لم يكن هذا معلوما للجميع ،
او لم يكن يتعلق بعلاقة تربطها بصديقه المقرب ، شيزوفرانيا عجيبة لن يعترف بها
الرجال ابدا ، الا بين طيات عقولهم وربما تجاهلها البعض ايضا .
عند تلك النقطة توقف خالد عن التفكير واقترب
من بسمة يطمأن عليها بعيون يملأها القلق ولم يفارقها الغضب ، كان كل ما يعنيه الان
ان يخرج بسمة من هذا المكان فى أسرع وقت ، فالتفت الى علا وهو يقول " بسمة
لازم تروح حالا ، زمان اهلها قالبين الدنيا ، ولو اتأخرت عن كده مش بعيد يبلغوا
البوليس "
اجابت علا فى نبرة واثقة " طب والاتفاق
اللى قولتلك عليه " ، رد خالد " هيتنفذ بس مش دلوقتى اكيد ، دلوقتى هى
تروح ، وهنحدد ميعاد لتنفيذ الاتفاق " ، علا " 48 ساعه يا خالد مش أكثر
ما اضمنش نفسى اكتر من كده .. مفهوم "
لم تفهم بسمة كلمة واحده مما يقال ، عن اى
اتفاق يتحدثون ، وما هو دورها فى هذا الاتفاق ، وكيف بدا خالد مستسلما بهذا الشكل
امام تلك الفتاة التى تخيلت انه سينتقم منها اشد انتقام على ما فعلته بها ، حملت
عيناها كل تلك الاسئلة لكن اشارة من يد خالد اوقفت لسانها قبل ان ينطلق بحرف واحد
وهو يقول " مش عايز ولا كلمة ، البسى هدومك ويلا عشان تمشى من هنا " ،،،
فقط حينها تنبهت بسمة انها عارية تماما ، فانتفضت تبحث عن ملابسها وهى تحاول عبثا
اخفاء معالم جسدها ، وعلى الباب التقطت اذناها تحذير شديد اللهجة من علا وهى تقول
" 48 ساعه ما يزيدوش دقيقة يا خالد "
وطوال الطريق عجزت بسمة ان تنطق بكلمة واحده
او تلقى بأى سؤال على خالد الذى لم يلفت عينيه بعيدا عن الطريق فى رحلة قصيرة
المسافة لكنها كانت ثقيلة للغاية ..
غرق العاشقات باسم وهنا فى سبات لم يوقظهما
منه سوى طنين الهاتف الذى أخذ يدق بلا انقطاع فى تمام الثامنة صباحا ، تجاهلته هنا
لكنه واصل الطنين بشكل متواصل حتى استيقظ باسم ونهض ليجيب هذا المتصل اللحوح ،
وتبعته هنا وقد اعتراها القلق من هذا الاتصال العجيب الذى يأتى فى توقيت أعجب ،
امسك باسم بالسماعه وصوته يهدر هو يقول " مين " ، ومن مكانها على بعد
متر كامل منه كان بإمكان هنا ان تستمع الى هدير صوت خالد وهو يأتى عبر الهاتف يسب
باسم بألفاظ لم تتخيل ان تسمعها فى يوم من الأيام على لسانه ، سيل اتسعت معه عينا
باسم وهو لا يكاد يستوعب لما كل تلك الثورة العارمة وهذا الغضب العارم الذى يشعر
به صديقه الأقرب لقلبه ، صمت باسم على أمل ان يتلفظ خالد بكلمة تمكنه من ادراك
حقيقة الأمر قبل ان يلتقط أسم بسمة وكلمات عن السادية والعقاب والخيانه وغيرها
ليدرك ان خالد قد علم بما جرى بينه وبين بسمة فى أسوأ توقيت ممكن ...
تخطت مريم فى تلك المرة كل الحدود التى رسمت
دون اتفاق خلال الجلسات الماضية ، لم يتعدى الامر طوال الفترة الماضية مستوى
الضربات والصفعات التى تزايدت قوتها واختلفت اداة تنفيذها ، لكنها اليوم تحولت الى
مسيطرة حقيقية ، لا تبالى بدموع جاريتها ولا بصراختها ، تصنع وحدها الحدود وتقرر وحدها كيف سيتم
ترويضها ، فببعد سيل من الصفعات التى طالت اقدام حسناء ومؤخرتها ، وسيل اخر من
ضربات العصا الرفيعة التى احضرتها خصيصا لهذا الغرض ، أخترقت مريم حدود الصفع
وتحول الأمر الى عقاب مكتمل الأركان ، ففى لحظة انتهاءا مما فعلت حتى الأن وبينما
حسناء تلتقط انفاسها وتترك دموعها تنهمر فى غزارة ، اخرجت مريم من حقيبتها سلسلة
معدنية متوسطة الطول ينقسم طرفاها الى قسمين فى نهاية كل منهما ثبتت مشبك معدنى ،
لتصبح السلسلة تنتهى بمشبكين من كل طرف ، وبهدوء وقفت لتجاور حسناء وهى تكشف لها
عما تمتلكه بين يديها ، ورغم ان حسناء قد حركت رأسها بعنف يمينا ويسارا الا انها
لم تلتفت لذلك وواصلت فعل ما انتوته من قبل واعدت له ، وفى تلك المرة اخرجت من
جيبها قماشة سميكة احاطت بها عينى حسناء الملتاعتين ، واتبعت ذلك بتثبيت احد اطراف
السلسلة فى صدرها " مشبك لكل صدر " ، قبل ان تعتلى الفراش مجددا وبحركة
متقنه نقلت قدمى حسناء المربوطتين الى ما وراء يديها المربوطتين ايضا ، فاصبحت
يديها تمران من بين نهاية قدميها بصعوبة بالغة ، تلك الحركة منحت مريم ما تريده ،
فقد ساعدتها الحركة فى ان تباعد حسناء ما بين ساقيها رغما عنها لتنحنى بعضها مريم
وتثبت المشبكين الأخرين فى شفرتى فرجها ، ولأن السلسلة ليست طويلة بما يكفى ، كان
الامر يعود الى حسناء فى تلك اللحظة ، فعليها طوال الوقت ان يكون احد اطراف
السلسلة مشدودا بعنف اما طرفها العلوى او السفلى ....
ووسط تلك المعاناة والانتفاضات ، نجحت حسناء
فى تحرير فمها من الكمامة ، لتنطلق فى ارجاء الغرفة بل المنزل بل الحى بأكلمه صرخة
مدوووووووووية ...
كثيرة هى الصدمات التى تعرض لها باسم فى ليلة
العمر ، التى رسم لها صورة مغايرة تماما عما يدور على أرض الواقع من مصائب وأزمات
تتوالى على رأسه بسرعة البرق ، لا يكاد يتجاوز واحده حتى تهبط الأخرى تزيده من
الشعر بيتا ، لم يجد من كلمات للرد سوى " مفيش حاجه حصلت ، انت فاهم غلط ، ما تبالغش يا خالد ، ما تظلمنييش ، وما تظلمش
بسمة ، اصبر هفهمك " ، لكن كل تلك الكلمات لم تستقر لثانية داخل اذان خالد
الذى صب على باسم جام غضبه وافرغ من خلال هذا الاتصال شحنة ما كان ليطيق ان
يختزنها بداخله اكثر من ذلك قبل ان يغلق الهاتف فجأة ...
هنا لم يمتلك باسم نفسه ، فما تعرض له اليوم
يفوق قدرته على الاحتمال ، فأنهار تماما ودموعه تغرق وجهه بينما جثت هنا على الارض
الى جواره تحاول ان تحتضن رأسه وتهدئ من روعه بلا فائدة .. ففى تلك اللحظة هوت كل
الاقنعه عن وجه باسم ، فبداخل جسده القوى وخلف عقله المتزن وشخصية الأثرة ، كان
شأنه شأن كل الرجال ، يحتاج فى حين ما ان يخرج الطفل الكامن داخله ، طفل يبكى
ويحتاج حينها الى حضن أم يحتوى هذا الطفل الكبير ..
-----------------------------------------------------------------------
تعليق لابد منه
-------------
ليلة ليلاء وكأنها عام بأكمله مضت على كل
أبطال قصتنا ، ليلة واجهوا فيها الكثير والكثير ، انقلبت فيها الأفراح الى ألاحزان
واقترن فيها الحب بالألم
ليلة تجمعت فيه الغيوم ، لكن الحياة عودتنا
ان الغيوم لا تدوم ، وان النهار قادم ،،، وان بقاء الحال من المحال
ربما بدأت روايتنا بطريقة مبهرة ، وراود
الحلم العشرات والمئات من النفوس الحائرة فى عالمنا هذا ، لكن كل من اكملها حتى
الان علم وتعلم ان الحياة ليست وردية كما نراها ، ولن تكون
لكل شئ ثمن ، وخلف كل باب تعلو من وراءه
الضحكات ، عشرات المواقف المبكية ، وخلف كل وجوه باسمه دموع مستترة ، ليس كل ما
نراه حقيقي ، ولا كل ما نسمعه واقعى ، ربما يفوق الواقع الخيال وربما يكون أقل
بكثير مما رسمته عقولنا من صور لحياة نتمناها او نظن اننا نتمناها
فى عالمنا هذا عشرات الطرق المتشعبة
والمتقاطعة أحيانا ، نملك وحدنا حرية اختيار الطريق الذى نمضى بداخله ، وبيدنا
وحدنا الاختيار ما بين التراجع أو الاستمرار ،،، وكذا وحدنا نتحمل مسئولية ما
سنجده فى نهاية الطريق
لا يوجد من بينها طريق وردى خالص ، فحتى
الورود تحيطها الاشواك ، ولكى تقترب اكثر واكثر من عطر الورود ستسيل دماء ، أو
دمعات ، او ألام ...
ليس كل مشهد مبهر على شاشة السينما يمكننا ان
ننقله الى واقعنا ، نعم نحلم ونتمنى ، لكن تحويله الى الواقع يتطلب ان نمتلك ادوات
صناع الدراما من كاميرات ومؤثرات وخدعا بصرية وابطال وكومبارس ، والمهم ان تعلم
انك ستتلقى وحدك هجمات الانتقاد وربما السخرية ، والأهم من ذلك ان تدرك ان
النهايات السعيدة " موضة قديمة " لم تعد موجودة حتى على شاشات السينما
لم يسدل الستار بعد ... فالقصة اوشكت على
النهاية .... وهنا وددت ان الفت أنظاركم ان هناك نهايتين للقصة
نهاية وردية لهؤلاء الحالمين الذين قرروا ان
ينفصلوا عن واقعهم وان يطاردوا السراب
ونهاية واقعية تقترب كثيرا مما يحدث على
الأرض ..
النهايتين سيكونون بين أيديكم ، ربما تقرأوا
النهايتين ، او تختاروا واحدة ...
لكن نهاية قصتكم أنتم ستكون خاتمة واحدة ...
تكتبونها بأيديكم
تعليقك ممتاز جدا وواقعي
ردحذفسعيد باعجابكم .. شكرا
حذفأبدعت
ردحذفخالص الشكر والتقدير
ردحذفايه الفرق بين الجاريه والكاجيرا ؟!
ردحذف