بعد قليل من دموع الفرح المعتادة التى امتلأت
بها عيون حسناء ، كعادتنا دوما عندما نبكى فرحا والما بهجة او قلقا ووجلا ، اتسعت
ابتسامتها وهى تتجه الى منزلها سعيدة كما لم تسعد من قبل ، فاليوم اطمأنت على
أبنتها الوحيدة بين يدى رجل تعلم جيدا انه سيصونها ويكون لها درعا وأمانا طوال
الحياة .
كان يعتريها بين حين وأخر قلق من المستقبل ،
قلق معتاد ومفهوم ، كالذى نشعر به ونحن نخطو خطوتنا الاولى فى طريق جديد ، كبداية
عمل او حياة او سفر ، لكن كل هذا لم يبدد سعادتها ، وفى طريق عودتها لمنزلها قررت
ان تقضى صباحها القادم بشكل مختلف ، فأمسكت هاتفها تتصل بـ " مريم "
فتاتها التى أصبحت رفيقة جموحها واحد مصادر سعادتها ، ورغم ان الوقت كان متأخرا
الا ان مريم قد أجابت الهاتف سريعا وهى تقول " الف مبروك يا هانم ، انا اسفة
بجد كان نفسى ألبى دعوة حضرتك واحضر الفرح بس" غصب عنى صدقينى " ، أجابت
حسناء بضحكة بسيطة " ولا يهمك كان نفسى تبقى موجودة ، يا ترى خير مالك ؟
" ، أجابت مريم " ابدا مفيش بس والدى قرر فجأة انه يسافر لعمى فى البلد
عشان عيان شوية ، واضطريت اجهزله شنطته واشتريله شوية حاجات وهو مسافر وانزل اوصله
"
برقت عينا حسناء وهى تقول " اها يعنى
انتى لوحدك بقا ، ده انا كنت لسه بكلمك عشان اقولك تجيلى بكرة الصبح البيت ، طالما
لوحدك بقا استعدى انا هعدى اخدك تباتى معايا ، عندك مانع ؟ " ، لم تغب نبرة
الفرح على صوت مريم وهى تجيب " يااه بجد ، لا طبعا ما عنديش أى مانع ، انا
ربع ساعه وهكون جاهزة وفى انتظار حضرتك ولولا ان الوقت متأخر كنت نزلت جيت لحضرتك
فورا " ، حسناء فى سعادة " لا لا ما تنزليش من البيت انا لما اقرب منك
هاكلمك توصفي للسواق العنوان بالظبط ، احنا لسه قدامنا شوية عشان نوصل عندك ،
استعدى براحتك " اجابت مريم " تمام ، فى انتظار حضرتك "
أغلقت مريم الهاتف وقد اتسعت ابتسامتها
واندفعت الى غرفتها لإعداد ملابسها ، قبل ان يستوقفها سؤال برق فى عقلها فى سرعه
" لماذا كل هذا الفرح والسعادة ، ولماذا هذا التعلق بحسناء" ، لم تخفى
مريم الحقيقة عن نفسها فهى تعلم ان البداية لم تكن سوى مجرد عميلة جديدة تطلب عملا
اضافيا أو جلسات منزلية تنال عليها اجرا اضافيا واكرامية تساعدها على مصاريف
الحياة ، لكن الامر قد تخطى تلك الحدود بعد عدة جلسات مع حسناء ، ولا تعلم مريم
السر وراء هذا هل لأنها تحولت الى صديقتها ، واسعدها ان تنال صداقة مثل تلك السيدة
، ام ان اقتراب حسناء منها عوضها عن افتقادها لوالدتها التى توفاها الله قبل عقد
كامل من الزمان ولم يعوض وجودها أحد ، ام ان هناك شيئا أخر قد وقر فى نفسها خاصة
مع نوعية الجلسات التى اكتشفت ولع حسناء بها ، اهى ميول أكتشفتها بداخلها ، ام
تجربة جديدة تضفى على حياتها لمحة من نور التجديد ، توقفت عند هذا الحد من التفكير
وواصلت ما بدأته وهى تستعد لليلة مختلفة عن باقى لياليها الروتينية .
وفى منزل العروسين كان الظلام حالكا بعد ما
جرى ،،، ظلاما أحاط بالعقول والنفوس وحول ليلة العمر الى تعاسة العمر
لم تتوقف هنا عن البكاء حتى انهارت قواها تماما
، اما باسم فقد كان عقله يبارى دقات قلبه سرعة وهو يفكر فى عشرات الاحتمالات ، لم
تواتيه الجرأة ان يسأل هنا سؤالا مباشرة عن حقيقة الأمر ، ربما لأنه كان يخشى
الأجابة ، التى ربما تقضى عليه وتصدمه صدمة العمر ، صدمة لم يتوقع ابدا ان تأتى
ومن هنا تحديدا دون سواها ، صحيح انها ربما كانت عدالة السماء ، فلو أراد باسم ان
يكتب مذكراته فسيسقط من رأسه عشرة فتيات على الأقل تذوقوا لهيب عقابه وساديته ،
صحيح انه لم يتجاوز فى مرة واحدة حدوده ، لم يفقد فتاة عذريتها ابدا ، لكن هذا لا
يعفيه من أثام ارتكبها تحت وطأ ميوله السادية ، عشرات الفتيات اللاتى عرفهن فى
حياته ، كم منهن تعلقن به ، وتغيرت حياتهن تماما على يديه ، ربما يكون للأفضل ،
لكنهن عانين كثيرا عندما اختفاءه ، حتى لو كان هذا الامر متفقا عليه ، لكنه بكل
الأحوال قد أذى نفوس البعض وكسر قلوب البعض الأخر .
توقف عقله هنا وهو يفكر ، اهذا هو
الجزاء الذى يناله على أفعاله السابقه ،
أن يحيا حياتا ملأها الشك وهواءها الريبة ، ياله من عقاب أيقن حينها انه ربما
يستحقه عن جدارة ، لكنه أبى ان يعترف مثل هذا الاعتراف لنفسه من قبل ،
هل يحبها بحق ، هل ألمه هذا الأمر لأنه كسر
بداخله ثقته بنفسه وثقته بالاخرين ، ام هز بداخله هذا الكيان الذى خلقه لنفسه ،
المسيطر الأسطورى الذى تتهاوى لديه قلوب الفتيات ، ها هو محطما مكسورا لا يدرى ما
يفعل ، نعم هو يحبها بكل ما تحمله الكلمة من معانى ، بل يعشقها وهو الذى اختبر
الحب من قبل ، لكن ما يشعر به مع هنا كان أمرا اخر ، امرا فاق الحب الى أبعاد أخرى
لم يدركها العاشقين ،
ووسط افكاره المتصارعه اتته هنا وقد أفاقت من
غيبوبتها التى تركت اثارها على وجهها ، وبدت حينها كشبح فقد روحه واتى بحثا عنها
من جديد ، لم تجلس بين قدميه ولم تطأطأ رأسها خوفا ، وانما على العكس تماما
بدت أمامه كما لم يراها من قبل ، شامخه ترفع
رأسها فى عزة وكرامة وهى تقول " باسم "
أعتدل وهو ينظر اليها بعينين دامعتين وقد بدت
على وجهه علامات الاندهاش فتابعت " اسمحلى اقولك باسم من غير ألقاب ، ده مش
الوقت اللى هستعمل فيه الالقاب ومضطرة ولو لدقايق بسيطة انسى تماما انك سيدى ، انا
بكلم باسم اللى حبيته واتجوزته وجمعنا بيت واحد من كام ساعه فاتوا "
اعتدل باسم اكثر وهو يقول " كملى كلامك
انا سامعك "
جلست على المقعد امامه وهى تنظر فى عينيه كما
لم تنظر من قبل ، فقد اطالت النظر كأنها تسبر أغوار نفسه ، او تلقى نظره على عقله
من الداخل ، وتابعت حديثها قائلة " يمكن ما فاتش على جوازنا ساعتين تلاته زى
ما قولت ، انما انا برضه مضطرة أنى أقولك ان مصممة على الطلاق فورا لو جواك ذرة شك
واحدة ناحيتى "
اتسعت عينا باسم فى وجل وهم بالرد ، قبل ان
تستوقفه هنا وهى تقول " اسمحلى اكمل كلامى "
" عارفة ان عقلك بيودى ويجيب وانك يمكن
خايف او متردد تسألنى فى اللى حصل ده او المفاجأة اللى اتفاجأتها انا كمان زيك
بالظبط ، ودى اجابة ضمنية لسؤالك اللى ما سألتوش لغاية دلوقتى "
" فعلا انا معرفش ازاى ده حصل ، باسم
.... انا مفيش انسان لمسنى فى حياتى غيرك ، يمكن تكون فكرت انى استسلمت لسيطرتك
بسهولة وده حقك ، بس انا عملت كده لأنى لقيت فيك اللى كنت بحلم بيه ، الحلم اللى
اترسم جوايا خلال سنين فجأة لقيته واقع قدامى ، وصدقنى أو ما تصدقنيش ، انا كنت
متأكدة فى النهاية انى هاكون ملكك وهتكون ملكى ، يعنى هنكمل حياتنا سوى ، لما
شوفتك اول مرة ، ما شوفتكش مجرد مسيطر او راجل سادى هنتشارك سوا فى ميولنا ، لا ،
انا شوفت فيك انا ، شوفتنى جزء من تكوينك ، شوفت ان انت مستقبلى وحياتى اللى جاية
، مش علاقة تبدأ وتنتهى فى شهور او سنين قليلة "
ومع ذلك ، انا مستعدة حالا انهى الحياة دى
وفعلا من قلبى بقولهالك انى مش عايزة الحياة دى ابدا لو هتبدأ بشك ، انا طول
الفترة اللى فاتت عمرى ما عرفت ارفع عينى فى عنيك وانت سيدى وبس ، دلوقتى انتى
سيدى وجوزى ومع ذلك انا بواجهك وبقولك تانى وتالت : لو عندك ذرة شك فى مراتك
وجاريتك اللى عرفتها طلقنى فورا .
لو الاجابة ايوه عندك الشك ده يبقى انتهى
الموضوع ومن غير اى نقاش ، شوف الطريقة المناسبة ايه عشان ننهيه وانا موافقة على
اللى تقوله ، ولو الاجابة لا وانك فعلا واثق فيا فتأكد انى هاسعى اكتر منك عشان
نعرف ازاى ده حصل وليه وامتى ، وساعتها بس هاكون ملكك وتحت أمرك كسيدى وحبيبى
وجوزى .
فكر براحتك وانا مستنية ردك
همت هنا بالقيام لتعود لغرفتها من جديد
فاستوقفتها يد باسم تحيط بمعصمها فى رفق وهو يقول " استنى هنا رايحة فين !! ،
هنا انا مش محتاج أفكر اذا كنت بحبك ولا لا ، انتى عارفة ومتأكدة انى بعشقك مش
بحبك وبس ، اما بخصوص الشك ، فمفيش جوايا ذرة شك أن هنا اللى عرفتها طول الفترة دى
وحبيتها ممكن تخونى او تكذب عليا ، انما اللى مطير عقلى وهيجننى فعلا هو ازاى ده
حصل وامتى زى ما بتقولى وده اللى لا أنا ولا انتى عارفينله اجابة دلوقتى .
ونهض من مكانه ليواجهها وقد احاط وجهها بكفيه
فى حنان وهو يغوص بعينيه داخل عينيها الدامعتين وهو يقول " دى أول وأخر مرة
هتنطقى فيها كلمة " الطلاق " لأن ده مستحيل يحصل ابدا ، انتى حبيبتى
ومراتى وجاريتى وكل حاجه ليا فى الدنيا ، ومش ممكن اتخلى عن اى حاجه منهم ، مفيش
اى حاجه بينا هتتغير يا هنا ، هنعرف ده حصل ليه وازاى عشان ده سؤال هيفضل يتردد
جوانا والحياة معاها هتبقى صعبة اوى ، وموافق ان قبل ما نعرف ده حصل ازاى انى مش
هقربلك كزوج ، انما ده ما يمنعش انك تنامى جوا حضنى ، اللى كان ولا زال وهيبقى
طوال العمر أمانك وبيتك
تراقص شبح ابتسامه على وجه هنا وقابلها باسم
بابتسامة اخدت تتسع مع اتساع ذراعيه ليهنأ العاشقان بحضن يملأوه الدفء رغم ما مر
بهما من ليلة عاصفة لم تخطر على بال أيهما ..
ومع ارهاق اليوم وتوتر ما حدث قبل قليل غاص
الاثنين فى نوم عميق لم يفرقهما شئ ولم يباعد بين انفاسهما سوى سنتيمترات قليلة
على فراش جمع الدموع والالام واللهفة والاشتياق لكنه كان على موعد اليوم مع أحضان
دافئة .
بعيدا جدا كان خالد قد ارتشف قهوة علا التى
أعدتها بينما بدأ الفتى الملقى على الفراش
فى استعادة وعيه وهو يصدر همهات ألم متتابعه ، فتركوه فى الغرفة وجلسوا بمكان اخر
يجمعهما الصمت .
وخلال دقائق سقط رأس خالد على كتفه بعد ان
انتشر فى جسده تأثير المخدر الذى دسته له علا فى القهوة ، وحينها برقت عينا علا فى ظفر واضح وهى تتابع
خطتها التى اعدتها بإحكام ، وخلال دقائق كان خالد قد أصبح عاريا دون قطعة ملابس
واحدة تستر جسده ، واصبح بين يدى علا دمية تفعل بها ما تشاء دون ان تتوقع مقاومة
او تحسب لردة فعل مفاجئة ..
وطوال نصف ساعة كاملة استكملت علا خطتها
بالكامل ، خطة شيطانيه لكنها شديدة الخطورة والتأثير ايضا .
تهللت أسارير حسناء وهى تستقبل مريم فى
سيارتها والاخيرة تلثم وجنتيها بقبلتين شفتا عن العلاقة التى تربط بينهما ،
وانطلقت بهما السيارة وهما يتجاذبان اطراف الحديث الذى دار اغلبه عن تفاصيل حفل
الزفاف الذى انتهى منذ قليل ، وتفاصيل سفر والد مريم المفاجئ وطبيعة مرض عمها
المزمن ، ولم تمضى دقائق فى ليل القاهرة التى يعشقه كل من جال خلاله فى ليلة أصابه
فيها الأرق ، فتلك الساحرة الجميلة رغم ما تبديه صباحا من قبح الزحام وتوتر
الأعصاب ، تبدو فى ظلام الليل كراقصة تبدى مفاتنها أمام الجميع لتأسر الألباب
وتسحر القلوب ، لم تمضى دقائق حتى وصلت السيارة الى منزل حسناء فى تلك البقعة
الراقية على أطراف العاصمة .
وفور دخولهم الى المنزل اشارت حسناء لمريم ان
تستقر فى بهو الشقة الواسع وهى تتخذ طريقها الى غرفتها لتتخلص من ملابس السهرة
التى تقيد حركتها بشكل كبير كعادة تلك الأزياء الرسمية ، لكنها فوجئت بصوت مريم
يأتى من خلفها وهى تقول " لا لا ، حضرتك النهارده تعبتى اوى ، سيبى الباقى
عليا انا " ، التفتت لها وهى تقول " لا يا مريم انا مش جايباكى اتعبك
كده ، يومك اكيد كان طويل ومتعب انتى كمان ، بكرة قدامنا اليوم بطوله ابقى ساعدينى
ودلعينى زى ما يعجبك ، انما دلوقتى انتى ضيفتى ، ولازم ترتاحى " ، اجابتها
مريم " مستحيل ، انا حابه اساعدك واريحك ، وصدقينى مش تعبانه ، بالعكس انا
كلى نشاط وهتشوفى بنفسك "
قالتها وهى تقود حسناء الى فراشها تجلسها وهى
تبدأ فى فك زينتها وقطع الحلى التى ازدانت بها حسناء خلال الحفل ، ووضعتها فى
عنايه فى علبة مجوهرات وجدتها مفتوحة بجوار المرأة فعلمت انه مكانها المخصص ،
واستدارت خلف حسناء تفك سحاب فستانها الأسود الأنيق وتخلعه عنها فى رفق ، ولم تمضى
دقائق حتى كانت حسناء لا ترتدى سواء ملابسها الداخلية فقط ، فنظرت مريم اليها وهى
تبتسم ، ثوانى بس اجهزلك الحمام ، تركتها وهى تنطلق الى الحمام المرفق بالغرفة
لتبدأ استعدادتها الخاصة ، اما حسناء فقد ابتسمت فى رضا وهى ترى انها بالفعل ستحظى
بليلة لا مثيل لها وربما فاقت كل توقعاتها ...
أفاق خالد من غيبوبته ليرى أمام عينيه ما لم
يخطر بباله يوما ، ففى ركن الغرفة كانت خطيبته بسمة عارية تماما من ملابسها يكسو
ظهرها ومؤخرتها علامات حمراء لا تخطأها عين من اختبر السادية من قبل ، فأدرك انها
صفعات كرباج جلدى ترك اثاره على جسدها الابيض فى عنف وألم ، كانت مقيدة بإحكام الى
كرسى خشبى بوضع معكوس كأن تحتضن الكرسى وقد سقط رأسها الى الأمام فلم يدرك اذا
كانت متيقظة امام غيبتها الالام الى عالم اخر ..
انتبه حينها فقط انه عارى الجسد لا يرتدى
قطعة ملابس واحدة ، وقبل ان يتلفت حوله بحثا عن ملابسه اندفع يفك قيود بسمة فى
سرعة وهو يرفع رأسها ليرى ان دموعها قد أغرقت عينيها قبل ان تسقط مغشيا عليها من
فرط ما عاناه جسدها من الم ، حملها بين ذراعيه فى رفق ووضعها على الاريكة التى كان
يجلس عليها وبحث عن ملابسه وارتداها على عجل وعقله يجاهد لاستعادة كامل وعيه ليعلم
ما حدث ،
وقبل ان ينتبه كانت علا تدلف للغرفة فى نظرة
تشفى واضحة وهى تقول : ده ايه الحنان ده كله يا دكتور خالد ، صعبت عليك حبيبة
القلب ولا ايه ، دى طلعت ما بتتحملش ووقعت بعد اول نص ساعه ، وانا اللى كنت
محضرالها مفاجأت بس يلا مرة تانيه بقى و ... قبل ان تكمل جملتها كان خالد قد عبر
المسافة بينهم فى اندفاع واحاط عنقها بيديه يعتصره فى قوة وهو يقول " هدفعك
ثمن اللى عملتيه ده يا علا ، بس انطقى وفهمينى ازاى جبتيها هنا دلوقتى وعملتى فيها
ايه انطقى "
رغم ما يفعله بعنقها ابتسمت علا وهى تقول
" انا ما بقيتش بتهدد يا خالد ، اعمل اللى عايز تعمله ، هتموتنى ، موتنى ،
انا اصلا مش عايزة اعيش ولا تفرق معايا ، انما يفرق معايا انى اسقيك من الكاس اللى
شربتهولى ، انت كسرت قلبى ، والبادى أظلم يا دكتور "
اجاب خالد ونيران الغضب تطل من عينيه "
بادى ايه وقلبك ايه ، انا عمرى ما قولتلك انى بحبك ، ومن اول معرفتنا ببعض وانا
نبهتك ان العلاقة بينا ليها حدود ، ثم ايه
دخل كل ده ببسمة ، عملتلك ايه واذيتك فى ايه عشان تعملى فيها كده ، ده انا
لسه مطلعك من مصيبة الولد اللى كان هيموت فى ايدك ، يبقى ده جزائى "
ابعدت علا يديه فى عنف وهى تقول " كلام
فاضى ، انت عارف انى اتعلقت بيك وعارف انى بحبك ورمتنى على طول دراعك وما همكش ،
اما الامورة اللى صعبانه عليك دى ، فلما تعرف اللى انا عارفاه يمكن تعمل فيها اكتر
من اللى انا عملته بكتير "
بهت خالد مما تقول وبدت ملامح الشك والتوتر
ترتسم على قسمات وجهه وهو يقول " هنهبل بقى ، ايه اللى بتقوليه ده ، وضحى
كلامك بدل ما والله هوريكى الوش التانى من خالد اللى بقالك كتير اوى ما شوفتيهوش
"
اجابته بضحكة عالية وهى تدلك عنقها على اثر
قبضته التى احاطت به وجلست على كرسى قريب وهى تقول " اقعد وانا افهمك "
، جلس خالد والفضول واللهفة يتقافزان على ملامحه الهادئة فى العادة ، فتابعت علا
" اولا هقولك جيبتها ازاى ، بعد ما انت شربت قهوتى اللى وقعتك فى الغيبوبة ،
ووسط ما انا باعمل اللى باعمله واللى انت ما تعرفوش لغاية دلوقتى انى صورتك معايا
فى صور ابيحة اخر حاجه ، ووارد جدا تطق فى دماغى وانشرها فى كل حته بعد ما اخبى
وشى طبعا ، ونسيب الناس تتعرف على الدكتور الشاطر بس بوشه التانى اللى ما حدش
يعرفه ابدا "
وانا بعمل ده لقيتها داخلة عليا وهى بتصرخ
لما شافتك عريان وغرقان فى نومك وخصوصا انى كنت جنبك ، وطبعا بعد معركة ما اخدتش 3
دقايق كانت خطيبتك الامورة فقدت وعيها بعد ضربتين بس منى ، بس انا ما عملتش حاجه
وهى نايمه ، انا استنتها لما فاقت عشان كنت عايز اعرف ايه اللى جابها هنا وازاى ،
فعرفت انك لما نزلت تجيب حاجات وطلعت عملت انك قفلت باب الشقة وراك وانت فى الحقيقة
سيبته مفتوح ، وانا الامورة كانت مستنياك تحت طول الوقت ده عشان انت كنت قلقان منى
ومش عارف ايه اللى مستنيك ، ففكرت انها تخليها تحمى ضهرك يا سيد الرجالة ، واديها
حمت ضهرك وخدت نصيبها هى كمان ، ولما اتأخرت عليها كتير طلعت ودخلت من غير ما احس
وطبعا المنظر ما خلهاش تنفذ اللى انت قولت عليه ، وانها تنزل تتصل بأخوك فورا ،
فقررت تتدخل هى ودى كانت النتيجة "
ضرب خالد رأسه بيده حينها وهو يلعن تفكيره
المشوش الذى جعله يفكر فى تلك الخطة التى
جعلت بسمة تواجه ما تواجه وتعانى ما تعانيه بسببه ، لكن علا لم تمهله
الفرصة فتابعت وهى تقول " اما بقى اللى انت ما تعرفوش واللى المفروض تشكرنى
عليه ، انى اخدتلك جزء من حقك عند البنت دى اللى استغفلتك "
انتبه خالد وهو ينظر لها بنظرات ملأها
التساءل ، فأردفت " الامورة الكيوت دى مش البريئة اللى انت متخيلها خالص ،
انا اتعرفت عليها من على الفيسبوك وما تسألنيش ازاى ، لانه ما كانش صعب ابدا انى
اوصل ليها من خلال زيارة صغيرة لبروفايلك
، وخلال 3 شهور بقينا انا وهى انتيم على الفيسبوك بس طبعا اول مرة تشوفنى
لأنى فهمتها انى عايشة برا مصر ، وبقيت أقرب صاحبة ليها ،وفى خلال ده وبعد ما
رميتلها الطعم ان كشفتلها ان عندى ميول سادية ، وقعت الامورة وحكتلى على التجارب
اللى خاضتها فى الموضوع "
" تجارب من قبلك يا دكتور " ،
تجارب مع صاحبك
انتفض خالد واقفا وهو يقول " صاحبى ....
صاحبى مين "
علت ضحكة ماجنه مصدرها علا وهى تقول "
صاحبك اللى كان فرحه النهارده .. باسم "
وتابعت " عرفت بقى انك المفروض تشكرنى
اولا انى كشفتلك اللى ما تعرفوش ولا كنت هتعرفه فى يوم من الأيام ، وثانيا انى
اخدتلك ولو جزء صغير من حقك وكمل انت الباقى بقى بطريقتك "
بس قبل ده كله فى حاجه انت مضطر تعملها وحالا
، اقعد كده واسمعنى كويس
وبدأت فى الحديث من جديد ومع كل كلمة تنطقها
كانت عينا خالد تتسعان اكثر واكثر وتتنقلان بين علا وبسمة التى لا تزال فى
غيبوبتها
فما كانت تطلبه علا رهيبا وفاق كل التوقعات
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق