سيل من الدموع تساقط من عينيها بلا انقطاع ،
فلا يمكنها ان تصف يومها انه كان عاصفا او حافلا ، لكنه يوم مر كدهر كامل شهد ما
لم تشهده فى حياتها ، اختلط فيه المها بفرحتها ، اجتمعت فيه الهزائم والانتصارات ،
كان شريط اليوم لا يزال يجرى فى طيات عقلها بلا انقطاع كأنه شريط سينمائى يعاد
تشغيله كلما انتهى ، تمنت لو كانت تمتلك زرا لوقف هذا العرض المستمر ، او لمحو هذا
الشريط الذى كشف كم الشر الكامن بداخلها ، حينها ورغم ان تلك الدموع لم تجف بعد ،
وجدت نفسها تصرخ بلا انقطاع ، تردد جنبات الحمام الذى استقرت داخله لتغتسل قبل ساعة
كاملة صوتها الهادر ويضاعفه لينافس هزيم الرعد ... الصقت ظهرها الى الحائط الذى يحيط حوض الاستحمام وتركت نفسها
تهوى الى القاع ، هذا هو مكانها الذى رأت انها جديرة به ... أكثر القيعان عمقا هو
مكانها ، فهكذا انحدرت تباعا فى سقطات متتالية فشلت فى الخروج منها ...
بصعوبة بالغة سيطرت " علا " على
انفعالتها وجففت دموعها ونهضت متثاقله تواصل غسل جسدها وكأنها تأمل ان تمحو الماء
ما علق بها من اوجاع واثام ،، تركت الماء ينهمر وهى ترفع وجهها لتنظر فى السقف
المكان لكن نظرها كان يتعدى تلك الحدود ، وبرق فى رأسها خاطر ما لبثت ان وضعته محل
التنفيذ ، خاطر اعاد السكينة الى روحها ...
خاطر لا يمكن أن يأتى على بال كل من شهد معها
تلك الليلة المشهودة .......
بينما كانت حسناء تواصل صرخاتها التى افلتت
منها بعد ان ازاحت الكمامة ، كانت مريم تبدو هادئة ربما اكثر مما ينبغى ، وهى
تتركها قليلا لتعود الى حقيبتها الصغيرة التى احضرتها معها وهى تعبث بأصابعها
داخلها بحثا عن شيئا ما ، حاولت حسناء ان تلتفت ناحيتها لكن تلك المشابك العنيدة
والالم المتصاعد من مكامنها حال دون ان تكمل التفاتتها ومن عظم الالم نست حسناء ان
عيناها يحجبهما غمامة مريم ، فصرخت بصوت
هادر " انتى بتهببى ايه ، كفاية كده مش قادرة " ، سمعت من مكانها ضحكة
هادئة من مريم وهى تقول " انا قولتلك انتى النهارده بتاعتى ، سيبى نفسك خالص
" ، حسناء " يا مريم مش قادرة كفاية كده اوى ، احنا عملنا اللى عمرنا ما
عملناه ، وانا ما كنتش متخيلة كل ده " ، مريم " احنا لسه ما خلصناش ،
اتحملى واعرفى ان كل الم بعد شوية بيقل تدريجى ، ده غير بقى لو بقى فى الم أكبر
منه طغى عليه "
حسناء " الم اكبر منه ، انتى ناوية على
ايه يا مجنونه " ، لم تجيبها مريم
لكن خطواتها وهى تقترب بدت واضحة ، وبدأت مهمتها الجديدة بأن اعادت الكمامة الى
فمها من جديد لتعود همهمات حسناء مكتومة دون خشية ان ينتبه الأخرين لصوتها العالى
خاصة وهى تنوى ما تنتويه ،، وانطلق ذلك الصوت المميز الذى ما ان الطقته اذان حسناء
حتى انتفض جسدها رغما عنها ، ولولا ما سببته لها تلك الانتفاضة من الم لواصلت انتفاضاتها
حتى تحرر نفسها من تلك المجنونه التى أحضرتها لبيتها بملأ ارادتها ، كان صوت قداحة
ضغطت عليها مريم عدة مرات متتالية لتشعل ما فى ايديها من شموع ....
خمسة شموع طويلة امسكتها مريم فى يدا واحده
كأنها تمسك بمروحة يدوية صغيرة من تلك التى تستعين بها النساء ، كانت قد اشعلت
شموعها الخمسة وانتظرت دقيقة ليبدأ الشمع المنصهر فى السيلان ، وبحركة متتابعة
يبدو وكأنها تدربت عليها جيدا ، حركت يديها كأن تلك الشموع بالفعل مروحة يدوية
لكنها لا تأتى الا بنسمات حارة ، بل شديدة الحرارة ، وعلى جسد حسناء انهمرت
القطرات تغمرها بداية من رقبتها وحتى اعلى قدميها ،،، وبدت ليلتها كأنها تحولت من
ليلة وردية ، الا ليلة دموية ........
عبثا حاول باسم ان يغفو قليلا ، وعبثا حاولت
هنا ان تساعده على ذلك وهى تمرر اناملها بين خصلات شعره وقد اسند رأسه على كتفها ،
وبعد ان اكتشفت ان تلك الساعات لن تشهد نوما بأى حال من الاحوال ، استأذنته لتنهض
قليلا فعاد هو الى تفكيره العميق لكل ما مر به من ازمات خلال تلك الساعات ، اما
هنا فقد اتجهت الى المطبخ وهى تستعد لإعداد وجبة خفيفة وقدحين من القهوة التى تعلم
انه لا يرفضها فى اى توقيت ، واتجهت بعدها اليه فوجدته شاردا كأنه سافر بعيدا
تاركا جسدا فارغا لا يحمل صوتا ولا روحا ،، عينيان راح بريقهما الذى ادمنته ،
وانكسرت ابتسامته ، كان عقله يرفض ان يصدق ان هنا قد خدعته ، حتى لو كانت قد أخطأت
فيما سبق فما الذى منعها ان تتدارك هذا الخطأ بإجراء عملية تصحيحية تعيد معها الأمور
الى ما كانت عليه ، عند هذه النقطة انعقد حاجباه فى تركيز حاد لم يخرجه منه الا
يدها وهى تربت على كتفه وتقدم له رفيقته الدائمة .. قهوته
وبذلت مجهودا كبيرا لاقناعه بتذوق القليل من
الطعام دون جدوى ... همت بقول شئ ما لكن صوت الرنين الذى تعالى فى المكان بغتة
قاطعها ، من ذا الذى قرر ان يدق باب عروسين بعد ساعات قليلة من زفافهما ، لم ينتظر
باسم ليتابع توقعاتها بل نهض على عجل يرتدى ملابسه وهو يتجه الى الردهة بعد ان
اغلق باب الغرفه ، ولم يرى هنا التى الصقت جسدها خلف الباب لتعرف من الاتى فى هذا
التوقيت ..
لم تسمع سوى صوت الباب يفتح ثم يغلق مجددا
دون ان تستمع الى صوت ترحيب او استنكار ، وما لبثت ان عادت خطوات باسم تتجه الى
الغرفة فسارعت بالعودة الى الفراش تستند اليه فى ترقب ، واتسعت عيناها فى دهشة
عندما رأت باسم وهو يحمل باقة ورود أنيقة مغلفة بعنايه فائقة ومنسقة بذوق رفيع
وعلى وجهه ارتسمت علامات التعجب كلها ...
وبصوت حذر تساءلت هنا " مين اللى جاب
الورد ده " ، رد باقتضاب " ما اعرفش .. انا فتحت لقيته محطوط على الأرض
" ، وضعه امامها ، وبينما راحت هى تتأمل روعة تلك الورود راحت عيناه تبحث عن
اى علامة تشير الى مصدر تلك الهدية الغريبة فى هذا التوقيت الأغرب ، ووجدها ..
بطاقة انيقة وضعت فى مظروف صغير التقطها
بسرعه وهو يفضها ليقرأ ما سطر فيها ، لتتسع عيناه اكثر واكثر وهو يلقى البطاقة
ويتجه نحو خزانة ملابسه يلتقط منها بدلة زفافه ، اما هنا فقد أمسكت بالبطاقة تقرأ
ما فيها ، فبخط واضح كتب عليها " ألف مبروك .. فى جيب بدلتك ستجد راحتك
" ... فقط تلك الكلمات الغامضة التى جائت لتكمل يوما ندر ان يواجهه المرء فى
حياته بكل تفاصيله واحداثه ..
وفى جيب بدلته الايمن عثر باسم على مظروف
ابيض لا يدرى متى تم دسه فى جيبه ، فوسط كل التهانى التى تلقاها وكل الاحضان
والقبلات والمباركات تسلل احدهم الى جيبه ليضع هذا اللغز الجديد ..
عاد بالمظروف الى جوار هنا التى اشتعل فضولها
لمعرفة ما يحتويه ، لكن باسم امسك بالرسالة وعيناه تجرى على سطورها ، ما اسعدها
واشعل فضولها اكثر ان ابتسامته قد عادت ترتسم على وجهه من جديد ، وبرقت عيناه
مجددا كما تعودت ان تراها ، فما الذى سطر فى تلك الرسالة الغامضة أعاد سيدها
وحبيبها الى طبيعته ...
ما كاد ينتهى باسم من الرسالة حتى اعتدل
واقفا وقد احاط يديه بجسدها يحتضنها فى شوق جارف وهو يدور بها فى اركان الغرفة
كأنه يرقص رقصة الحياة ، رغم فضولها المستعر الا انها وجدت نفسها تضحك وتضحك بلا
توقف ..
وبعد دقائق رقصت فيها الارواح طربا ، اعادها
باسم الى فراشها وهو يضع الرسالة بين يديها لتقرأها ، وشاهد انفعالات وجهها وهى
تتحول من الدهشة للابتسام ثم تختتمها بدموع اخرجت معها كل انفعالتها المكتومة ...
الرسالة
عزيزي الاستاذ باسم
ربما لا تعرفنى او مر عليك الاسم مرور الكرام
وسط الحشد الكبير من الضيوف فى ليلة زفافك التى لم اشهد اروع منها عبر عقود ، لذا
سأعيد تعريف نفسى مجددا ، انا الدكتور قدرى الشربينى ، طبيب العائلة المحترمة التى
تنتمى اليها زوجتك الان
تلك الورود المصاحبة لتلك الرسالة ليست
لتهنئتك على الزفاف او الزواج من فتاة أحلامك الرقيقة ، لكنها رسالة اعتذار واجب ،
فقد وقعت مع الأسف الشديد فى خطئا كارثيا ، ربما تسببا فى افساد حياة أخرين لا ذنب
لهما فى هذا الخطأ الذى يعلم الله انه ما كان مقصودا ولا مخططا له ، لكنى اؤمن ان
النوايا الطيبة وحدها لا تكفى لتبرير الاخطاء ..
لن أطيل اكثر من ذلك ، قبل ستة عشر عاما
تعرضت زوجتك لحادث بسيط استلزم تدخلا جراحيا محدودا ، وحينها وبعد التعافى وبحكم
عملى كطبيب للعائلة اردت ان أطمئن عليها تماما بإجراء فحص كامل لضمان سلامتها وان
الحادث لم ينتج عنه اى اضرار اخرى ، وقد كان ، كل الفحوص اثبتت انها فى اتم صحة
عدا اشعة واحدة أجريت على منطقة الحوض كشفت وجود ورم فى الرحم، وبخبرتى العلمية
ادركت ان اجراء جراحة فى سنها الصغير حينها هو العلاج الامثل ، قبل ان يتطور الامر
الى ما لا يحمد عقباه ، صارحت والدتها واخبرتها برأيي العلمى وتركت الامر بين
يديها ، وافقتنى لكنها امتلكت تحفظا واحدا معتادا ، وهو عذرية الفتاة الصغيرة وهل
ستحتفظ بها ام ستفقدها اثناء اجراء الجراحة ، ولما كانت جراحة المناظير وقتها امرا
مستحدثا وغير شائع الاستخدام ، فقد اخبرتها انه بالإمكان الاستعانه بجراحة
المناظير لإجراء العملية وهذا لن يشكل اى خطر على عذرية ابنتها ، اما لو تعذر هذا
فسنلجأ للطريقة الاخرى التى مع الاسف الشديد ستفقد الفتاة عذريتها لكنها ستنقذ
حياتها ومستقبلها .. وبعد تردد وافقت وهى تحثنى على التركيز على اجراء الجراحة
بالمنظار
ويوم اجراء العملية يعلم الله كم حاولت ان
انفذ وصيتها لكن دون جدوى فاضطررت الى اللجوء الى الطريقة التقليدية ، ونجحت
الجراحة نجاحا مبهرا ، لكنى بقيت وجلا من السؤال الذى ستوجهه الام بعدها ، ادرك
الان كم كنت مخطئا ، لكنك لو شاهدت تلك الأم حينها وهى تكاد تفقد وعيها وهى تسألنى
عن طريقة اجراء الجراحة بعد أن اطمئنت على سلامتها ابنتها الوحيدة ، لأشفقت عليها
.. كانت اما بلا زوج يساندها فى تلك الأزمة ، بلا اب ترتكن اليه .. فقط ام لو
اخبرتها الحقيقة فلا ادرى هل ستتحمل تلك الصدمة ام ستنهار تماما وتقضى ايامها
وسنواتها القادمة فى سواد حالك
نعم ما استنتجته الان صحيحا تماما ، لقد كذبت
... اخبرتها اننا اجرينا الجراحة باستخدام المنظار وان الفتاة لم تفقد عذريتها ،
حاولت فى مرات عديدة ان اخبرها بالحقيقية لكنى جبنت عن تلك المواجهه ،
لكننى قررت ان احاول اصلاح خطئى هذا بإخبارك
بحقيقة ما حدث ، واتمنى ان تقرأ تلك الرسالة فى الوقت المناسب ، ارفقت برسالتى كل
التقارير الطبية الخاصة بتلك الجراحة ، ظللت محتفظا بها طوال تلك السنوات لأضعها
بين يدى زوج تلك الفتاة البريئة التى شاءت الاقدار ان تضعها فى هذا الموقف الصعب
..
وربما كان خطأى الثانى انى جبنت عن مواجهتك
او الاعتراف لك بما حدث وجها لوجه ...
ارجو ان تتقبل اعتذارى ويمكنك ان تراجع
التقارير مع اى طبيب بمعرفتك ، ولو ظل الشك يساورك فبإمكان اى طبيب محترف ان يخبرك
ان ما حدث قد مر عليه 16 عاما كما أخبرتك من قبل ...
للمرة الالف اتمنى ان تتقبل اعتذارى وان تغفر
لى ما بدر منى ، وتقبلوا اسفى انى لن استطيع ان اواصل مهمتى كطبيب للعائلة بعد ما
ارتكبته من خطأ افسد حياتكم او كاد ان يفعل ... وداعا .
انتهت هنا من قراءة السطور لتلقى بعدها
بنفسها بين ذراعى باسم ، هل صحيح ان البلابل قد عادت للتغريد ، هل هى تحلم وهى ترى
اشعة الشمس التى تتسلل من خلف الستائر تتراقص طربا بكل ألوان الكون ، لقد عاشت
أسوء لحظات عمرها فى ليلة كانت تتوق اليها طويلا ، لكنها الان قد مرت ، وعادت من
جديد الى نقطة البداية
اما باسم فقد ازاح طاولة الطعام الذى احضرته
هنا منذ قليل ، وحمل عروسه بين يديه وهو يدنو برأسه منها ليطبع على شفاها قبلة
حانيه قبل ان يعتلى الفراش بركبتيه ويضعها برفق فى منتصفه ليغردان معا فى جولة من
العشق وتلتحم أجسادهما فى سيمفونية غرام ...
" تريدنى ان اتزوجها " .........
ترددت تلك الجملة الملعونة فى رأس خالد وهو يتذكر الطلب العجيب الذى طلبته علا ،
نعم تريد ان تكون زوجته وربما زوجته الأولى ايضا قبل ان يتم زواجه ببسمة ، طلب
عجيب لا يدرى كيف يمكن تحقيقه ، وكيف لها ان تتصور ان بامكانه ان تكون بدايتهما
معا تحد التهديد بتلك الصور التى التقطتها ، وكيف توهمت ان بامكانه ان يغفر لها ما
فعلته بحبيبته وما فعلته به بعد كل ما قدمه لها ، ولكن كيف سيتصرف ، وهو يدرك ان
اعلانه للرفض لن يكون رده سوى فضيحة مدوية قد تهدم حياته ومستقبله وتحرمه من فتاته
ايضا ، خاصة وان علا ليس لديها ما تخسره ، وعبثا حاول ان يبحث عن مخرج لتلك الورطة
لكن هيهات فقد كان فخا محكما لا فكاك منه .
فى غمرة ما تمر به حسناء مما لم تتصور
امكانيه حدوثه ، ملأ روحها احساس عجيب بالحماس ، رغم ما تتعرض له من ألم لكنها
تريد ان تواصل الطريق ، ورغم كل اعتراضاتها الظاهرية استقر فى داخلها امل الا
تتوقف مريم عما تفعله ، وان تواصل وتواصل ودون انقطاع ، ولم تخيب مريم ظنها ، فبعد
لحظات من توقف الشموع عن القاء حممها الساخنة على جسدها ، شعرت حسناء بشئ يوضع
اسفل جسدها على الفراش ومريم ترفع جسدها قليلا لتدس مشمع سميك فوق الفراش فى
الموضع الذى ترتكز عليه حسناء ، وبعد ثوانى قليلة ادركت حسناء ما جدوى هذا ، فقد
شعرت بشئ يعبث بمؤخرتها وكأنه يبحث عن سبيل الى بوابتها ، قبل ان ينغرس رويدا
رويدا حتى ملأ تجويفها بالكامل ، وعندما شعرت بالحرارة تتسلل الي جسدها ادركت ان
مريم قد غرست احدى شموعها هنا ، والتى بدأت من جديد تلقى بقطراتها على ردفيها ....
مهلا ،،،،، ما الذى تفعله تلك المتوحشة ، انها تحاول ان تغرس شمعة اخرى فى نفس
المكان ..... وتعالت صرخاتها المكتومة ومريم تواصل مهمتها بحرفية تحسد عليها ، وما
ان انتهت واطمأنت ان الشمعتان قد استقرتا جيدا فى مكانهما الأمن حتى بدأت فى غرس
الثالثة ..... هنا فقدت حسناء كل قدراتها على الصراخ وهى تشعر ان مؤخرتها تتمزق ،،،
حتى بدأ يدب فى جسدها شعور اخر ، ما ان بدأ حتى اطبقت عينيها فى عنف رغم انها
معصوبة العينين بالفعل ، فلم تكن تتوقع ابدا ان تشتعل براكين انوثتها فى هذا
التوقيت .
ساعتين كاملتين قضتهما علا فى غرفتها بعد ان
اغتسلت جيدا وتوضأت ، ورغم انها بحثت طويلا عن ثوب يصلح للصلاة الا ان حماسها لم
يفتر ، ساعتين كاملتين استمرت خلالهما علا فى الصلاة وهى تشعر مع كل دقيقة تمضى
بالسكينة والراحة ، كانت تطيل فى سجودها لتدعو الله ان يغفر لها وان يطهر روحها
ويصفى قلبها مما علق به من شهوة الانتقام
، ساعتين دمعت خلالهما عيناها كثيرا لكن وجهها كان يحمل شبح ابتسامة هادئة ، وحين
انتهت وتوسدت فراشها واغمضت عيناها راحت فى سبات عميق لأول مرة منذ سنوات طويلة
كانت تصارع من أجل دقائق قليلة من النوم الذى كان دوما نوما مؤرقا تغلبه الكوابيس
...
لم تفترق أجساد العاشقان حتى أثناء النوم ،
ظلا كلا منهما متشبث بجسد رفيقه طوال الوقت كأنهما يريدان دوما التأكد ان زواجهما
اصبح حقيقة ملموسة ، فقط 4 ساعات مرت قبل ان يشق صمت المكان رنين متواصل ، بدا ان
صاحبه مصر على ان يهدم هذا الهدوء وينهى هذا السبات العميق ، ومتثاقلا نهض باسم
يحيط جسده بمعطف منزلى وهو يتجه الى الباب وقد وقر فى نفسه انه سيعنف هذا الطارق
اللحوح ايا كان ، فتح الباب ليجد امامه خالد
بدا حينها كمن خرج توا من معركة عنيفة ،
افسدت هندام ملابسه وعبثت بخصلات شعره وبدت عيناه منتفختان كأن قبضة قوية قد اخذت
طريقها الي وجهه مباشرة ، ومع هذا المظهر المزرى تبدد غضب باسم وحل مكانه الشفقة
على صديقه الذى يمر بلحظات عصيبة فأمسك بيده يقوده الى الداخل ويغلق الباب ،، وعلى
اقرب كرسى استقر خالد الذى زاغت عيناه من كثرة ما يعانيه ،، وقبل ان ينطق بكلمة
واحده كان باسم يتجه الى المطبخ سريعا ويعود يحمل فى يده كأسا من العصير عله يهدأ
من روع صديق العمر .
تناوله خالد وهو ينظر الى باسم فى غضب وحيرة
فى ذات الوقت ، فكان فى امس الحاجة الى صديقه المقرب ليبث له همه ويستمع الى
نصيحته فيما يمر به من أزمة تكاد تهدم حياته ، وفى نفس الوقت تمنى لو لم يكن هو
صديقه ليوسعه ضربا جزاء فعلته الشنعاء وخيانته بعد ما فعله مع بسمة ، وبين الغضب
والحيرة عجز خالد ان ينطق بكلمة واحدة ، لولا ان باسم قد اقترب منه ووربت على كتفه
وهو يقول " انا اسف يا خالد ، صدقنى انا فكرت كتير انى اقولك على اللى حصل ،
بس كل يوم كنت بشوف انتوا قد ايه بتقربوا من بعض ، وقد ايه بتحبوا بعض ، خوفت يا
خالد اللى اقولهولك يهد قصة الحب الجميلة دى ، وبمعرفتى ببسمة وباللى سمعته من هنا
عنها ، اقدر اقولك وانا فى منتهى الثقة هى قد ايه بتحبك وقد ايه ندمانة على اللى
حصل زمان ده ، كانت مجرد لحظة حماس زايد مش اكثر ، انت عارف انها قالت لهنا انها
بتفكر تقطع علاقتها بيها بسببى ؟؟ ، تخيل قد ايه شعورها بالذنب ، قد ايه حاسة انها
اساءت لنفسها اكتر ما اساءت ليك ، سامح يا خالد ارجوك ، انا مش هسألك انت اصلا
عرفت ازاى ، او منين ، بس هسألك انت عندك ذرة شك انها بتحبك ؟؟ ،
اطرق خالد رأسه وهو يقول " لا يا باسم ،
وده اللى واجعنى ، وانا كمان بحبها فوق ما تتخيل ، الموضوع دلوقتى مش انى اسامح او
لا ، المشكلة بقت اكبر من كده بكتير "
وبعينين يملأهما الفضول انتظر باسم ان يخبره
بالمزيد ، لولا ان قاطع حديثهما رنين هاتف خالد ، الذى ما ان شاهد رقم المتصل حتى
اشتعلت عيناه غضبا وهو يجيب " خير ، فى ايه ، لسه اليومين ما عدوش يعنى ولا
اختصرتى المدة وليكى اوامر جديدة " ، وصمت قليلا وهو يستمع الى علا وهى تتحدث
، ومع كل كلمة كانت علامات الدهشة ترتسم على وجهه قبل ان يحل مكانها علامات
الارتياح ، واخيرا تنفس خالد الصعداء وقد شعر ان روحه قد عادت الى مكانها داخل
جسده الذى انهكه ما مر به ليلة امس ، فبعبارات واضحة اعتذرت علا عن كل ما فعلته
واخبرته ان الاتفاق الذى تم بينهما قد انتهى وانه غير مجبر على الزواج منها واقسمت
له بأغلظ الايمان انها قد محت كل ما التقطته من صور فى تلك الليلة التى وصفتها
بالفارقة فى حياتها ، واتسعت ابتسامته وهى تتمنى له حياة سعيدة مع بسمة ، مؤكدة له
انها لن تكون ابدا عقبة فى طريق سعادتهما مجددا وانها لا تتمنى لهما الان سوى كل
الخير .
انهى خالد المكالمة بكلمات مقتضبة شاكرا علا
على ما فعلته الان ، ونهض فى حماس وهو يقول " وشك حلو عليا يا باسم ، كل
المشاكل اتحلت خلاص " اتبع عبارته بأن احتضن رفيق العمر وصديق الدرب فى عناق
اخوى طويل .
وبعد اقل من 100 يوم ، التقى الجميع فى حفل
زفاف جديد يربط بين عاشقين جديدين هما خالد وبسمة الذين توجا قصة حبهما برباط مقدس
، وبدت بسمة حينها كملكة متوجة ، ازدان رأسها بتاج يتوهج بريق احجاره اللامعه فى
جنبات المكان ، لم يقارب سعادتها حينها سوى سعادة هنا التى تأبططت ذراع زوجها
وسيدها وخاصة ان اليوم كان يمثل لها فرحتين ، اولهما بزفاف صديقتها المقربة و
ثانيهما انها اكتشفت قبل ساعتين انها ستصبح أما لأول مرة بعد اجرت اختبار حمل اثبت
انها تستعد لاستقبال ثمرة العشق الأولى .
اما مفاجأة الزفاف فكانت علا التى بدت فى
ثوبها الجديد فاتنة وقد علت السعادة وجهها وهى تتأبط ذراع خطيبها كمال الذى تعرفت
عليه بصدفة بحته داخل احدى المكتبات الشهيرة حيث اعتادت ان تقضى يوم عطلتها .
والى جوار حسناء استقرت مريم التى انتقلت
للعيش معها فى منزلها بعد محاولات مضنية بذلتها حسناء لإقناع والدتها بهذا الامر .
وبينما ترتفع اصوات الموسيقى ، وتتعالى الضحكات
، وتتوالى عبارات المجاملات الروتينيه ، ندرك انه ليس هناك اعقد من العلاقات
الانسانية ، من نراه يضحك فى سرور نعلم الان انه كان يبكى قبل قليل ، ومن هو حائر
اليوم ، سيكون امنا مستقرا غدا ، حتى اعداء اليوم قد يصيرون اصدقاء الغد ، ورفاق
اليوم ربما يكونون غدا الد الخصام ، لكن شيئا واحدا يبقى ، ان الطيور على اشكالها
تقع ، وان ما نزرعه اليوم لابد وان نحصده غدا .
أغلقت لمياء حاسوبها المحمول بعد ان انتهت من
قراءة القصة ، سرحت قليلا وهى تقول "
ليتنى استطيع ان اكتب قصتى ، ثم توقفت قليلا وهى تتابع " ولما لا .. سأكتبها
وستفوق كاجيرا اثارة بالتأكيد ولنرى ايهما سيبقى اكثر فى ذاكرة القراء " ....
ولكن تلك رواية جديدة
تمت
بص انا مش عارفه اقلك ايه هي بالنسبه لبا كانت روايه رومانسيه اكتر منها ساديه يمكن روايه مكتمله الاركان فيها كل حاجه من حب وعشق وغرام لساديه وغضب وانتقام يعني بالنسبه ليا روايه جميله جدا اذا كانت دي ولا صرخات ساديه ور سيلفيا كل واحده اجمل من التانيه بس اللي خد باللي منه ان الشخصيات الثلاثه قريببن قوي من بعضهم احمد شبه باسم شبه مازن الساديه عندهم مش عنف قد ان الحب في قلبهم اكتر انا عندي كلام كتير جدا بس للاسف مشض بعرف اعبر كويس علي العموم انا بهنيك علي الروايات الجميله دي ونفسي يكون في روايات جميله ذي دي سلام
ردحذفخالص الشكر والتقدير على وصفك للرواية ، التشابه الموجود بين شخصيات الروايات هو مقصود وحقيقي الى حد بعيد ، فتلك هى صورة السادية والساديين التى نراها ونحياها ، ونأمل ان تصحح تلك الروايات الكثير من المفاهيم المغلوطة المنتشرة على صفحات الفيسبوك التى صورت السادية فى صورة مبتذلة مسفة ... والحقيقة ان السادية والساديين من كل هذا براء ... خالص تحياتى
حذفتحياتى لك على هذه الرواية التى اقل ما يقال عنها رووووووووووووعة فعلا ابدعت
ردحذفخالص الشكر ،، دعمكم يلزمنا دوما بالسعى للأفضل ... شكرا
ردحذفلغة راقية..حبكة درامية متميزة..اسلوب روائي مبهر..
ردحذفالروايه دي قرأت جزء منها من شهور..وما كنت عارفه أعثر على بقيتها..وبالصدفه وجدتها..أسعدني ده كتييير..لأنها ظلت عالقة بذاكرتي،وقت طويل فعلا...
الكاتب المتواري خلف ستائر الغموض يملك ناصية القلم فعلا..تحياتي لإبداعك🌸
صباحُ الخير، أو مساءُ الخير.. أيًا كان الوقت الذي تقرأ فيه قولي هذا، إن قرأته.
ردحذفأنهيت اليوم قراءة ما خطته أناملك، في ليلتين متتاليتين أتممت ما شرعت أنت في إتمامه لأيام أو شهور، لست أدري..
لا أعني بقولي أن أحطّ من قدر ما كتبت، أنا أخاطبك كونك ذا عقلٍ راجح لا يندفع خلف ثوارت الغضب التافهة، أنا أخاطب عقلًا متزنًا، وآمل أن يظل.
أنهيت روايتك في ليلتين أحسب أني كنت فيهما أحظى ببعض الانشغال عنها، ولو أني كنت متفرغة تمامًا لما استغرق الأمر مني بضع ساعات، والبضع يقل عن التسع، ويزيد عن الثلاث ساعات.. لماذا؟ رُبما لشغفي للوصول للنهاية. جذبتني روايتك حتى أني وددت قليلًا لو عاصرت بعض أحداثها، البعض.. وليس الكل. (:
هل تسمح لي بأن أسرد رأيي الخاص في قصّتك هذه؟ أحسب أنك ستسمح، لأني على كل حال سأفعل، سأبدي رأيي.. وآمل ألا يكون هذا تعديًا مني.
سأبدأ باللغة، آسفة لقولي أن لغتك بحاجة إلى وافر من التحسّن، أكثر ما أثار استيائي هو ضعف لغتك قليلًا، أنا عاشقة للعربية، أهواها، وتجري مني مجرى الدم في الشرايين، ولذلك ساءني أن أرى أخطاء القواعد تنتشر هنا، وتظهر بوضوح هُناك، كما أحزنني أن أرى بعض الأخطاء الإملائية التي كانت - وللأسف - تشتتني كثيرًا عن فحوى السّرد، وأكثرها أخطاء الهمزات.
ماذا عن السرد؟ كان سردك مذبذبًا أكثر الوقت، فتارة تجده مُذهلًا، يحوي تعبيرات تهز الوجدان هزًا، وتارةً تجده ضعيفًا روتينيًا، يفقدك الحماس إذ تكون في أوج شغفك لمواصلة الأحداث.
سأتحدث تاليًا عن القصة، تحتوي روايتك على قصّة عكست بوضوح رغباتك و "ميولك" كما نُطلق عليها، لا أنتقد رأيك ولن أفصح عن إن كنتُ أوافقك إياه أم أخالفك فيه، لكني سأخبرك بأنها قصة جيدة، غير أنها تفتقر إلى الأحداث.. أم لربما كان جُل غرضك من الأساس هو سرد تلك السويعات التي تتكرر بين الثنائي في العلاقة السادوماسوشية؟ لا أدري، لكن ما أحسست به أن هناك نقصًا في الأحداث، أصبت لبعض لحظات بالملل المؤقت.. كونها لا تحتوي على أحداث معقولة، أو جديدة، فلطالما قرأنا عن حالات الابتزاز، فقدان العذرية، إلخ.
شيء آخر لفت انتباهي، وهو وجود بعض الأحداث اللا معقولة، هل تودّ إقناع قرّائك بأن مُكوث فتاة مع رجل في منزله لثلاثة أيام كاملة وليلتين من لقائهما الثاني - مع وضع في عين الاعتبار أن لقاءهما الأول كان بضع دقائق، ولم يزد عن ذلك - هو أمر اعتياديّ؟ بأي شكل من الأشكال كان هذا شيئًا مقبولًا وأنت تهم بكتابته؟ لا تصفني بصاحبة الفكر المنغلق، أو الأفق الضّيق، أو متشربة حتى النُخاع بالأفكار الشرقية البحتة، لأنه إن كان هذا "تخلفًا" عن التمدين، فأخشى أني مُتخلفة. (:
أما عن الشخصيات، قـ يُسعدني أن أخبرك أني مُعجبة تمامًا بوصفك المُتعمق لكل شخصية، لقد راقني انتقاؤك لشخصياتك بعناية، حتى أني أشفقت على بعضهنّ، وحاربت بعضهنّ، وودت لو أن بإمكاني أن أحمي البعض، وأعنف البعض.. غير أني أحسب أنك كُنت متعسفًا قليلًا في تفضيل بعض الشخصيات عن الأخرى، ولا أدري لذلك سببًا.. حتى لكأنّي حسبتك ترسم ذاتك في روايتك، من شدة ما رأيت من اهتمامك لرسم "باسم". (:
أنا سعيدة لأني قرأت لك، آسفة إن تجاوزت في رأيي قليلًا، هذا ليس نقدًا، لكنه رأي من قارئة لك، تتمنى لك التقدم نحو الأفضل.
وأخيرًا، أنا أعتذر لطول تعليقي، ولا يسعُني إلا أن أقول لك: "سلمت أناملك، وأتمنى أن أقرأ لك شيئًا جديدًا، ذو قصة مُختلفة، وحٙبكة مُميزة".
احسنت والي الامام واستمر بامتاعنا دائما
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفالقصة تحفة و مفيش تعليق علي حاجة غير إني كان نفسي ألاقي ربط بين بداية القصة، و هي لما حنين أو هنا صحيت لقت نفسها ف مستشفي أثر لتعذيب باسم و بيفتكروا اتعرفوا ازاي و بين النهاية، و كان نفسي اعرف فعلاً ايه كل الآثار الي علي جسمها دي كان عملها ليه، و كانوا متجوزين وقتها ولا لأ .. ياريت توضيح ^^ بس بجد القصة تحفة و منتظرة شيء جديد
ردحذف