الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

عبير...1




.....لم تكن تعلم ان الواقع احيانا يعبر كل حدود الخيال، فهي عاشت ماسبق من عمرها بين صفحات الكتب وغاصت في اعماق الشخصيات وتعايشت معهم، حلمت احلامهم، وحزنت لبكائهم، ورقصت لسعادتهم، وسبحت معهم في بحور الخيال الواسعه، فكانت تتقمص دور البطله احيانا فترتدي اجمل فساتينها وتراقص وسادتها ثم تهبط ارضا راكعه لتنهل من لذة الخضوع، روحها الماسوشيه كانت تتغذي علي الخيال وخصوصا ان كل محاولاتها لتحويل ذلك الخيال الي واقع بائت بفشل ذريع، وكاد الواقع ان يقضي علي ميولها تماما فاقتنعت ان الخيال اجمل وآمنت بتلك المقوله القائله... ولنا في الخيال حياه.

وها هي اليوم تحاول ان تختبر الواقع وتعطيه فرصه اخري، فهي علي موعد مع اول لقاء خاص (سشن) مع ذلك الرجل الذي عرفته منذ شهور او نستطيع ان نقول تعرفه منذ عام الا قليل،

***غرفة عبير الساعه الرابعه فجرا***

بالرغم من انها صاحبة قلب جميل ولا يوجد لها اعداء وليس لها مشاحنات مع احد الا ان النوم قد هجرها تلك الليله واصبح الوقت عدوها الاول والاوحد، كانت مستلقيه علي ظهرها وتلتحف بغطاء شفاف وخفيف وضوء غرفتها الخافت كان يقول ان تحت هذا الغطاء يرقد جسد متفجر الانوثه، ترتدي قطعتين فقط من الملابس الداخليه لا تستطيع ان تحدد لونهما من فوق الغطاء ولكن في ظل ذلك الظلام وحتي وان كنت كفيفا سيخترق عينيك بريق جسدها ناصع البياض، وجهها مدفون وسط شعرها الكثيف اعينها مغمضه برفق ووجهها يبتسم ولكن يبدو عليها بعض علامات القلق، وكانت تمد يدها كل دقيقه تقريبا وتحضر هاتفها لتري كم الساعه، الضوء الساطع من شاشة هاتها اضاء وجهها ليكشف عن وجه مستدير بعض الشئ واعين تجعلك في حيره من امرك عندما تقرر ان تصفها، فلا تستطيع القول بانها واسعه ومستديره ولا تستطيع ان تقول انها ضيقه ايضا، ولكن الاكيد ان في تلك العينين يوجد سحر عجيب وكأنه تعويذه فرعونيه، وجه هادئ وشفاه كحبتي كريز، ويزين وجهها شامه(حسنه) متوسطة الحجم تعلو شفتها العليا علي يسار وجهها، وفي تلك الاثناء وجدته اونلاين فقررت ان ترسل له رساله :

* مش عارفه انام، ممكن تفهمني هو في ايه؟!!!

واتها الرد بعد دقيقتين مروا عليها كانهما عامان، ويبدو انه كان بارعا في العزف علي اوتار الفضول الانثوي ويعلم جيدا متي يشبعه ومتي يسكب عليه كيروسين الهدوء والصبر ليشتعل ويتأجج...

# طبيعي

فتحت فمها وانزلت حاجبا ورفعت الاخر ورفعت شفتها العليا من ناحية الشامه ليتضح لنا فتنه جديده من مفاتنها ، ( نعم ؟!! بعد كل الوقت ده يرد ويقولي كلمه واحده!!)

*بقول لحضرتك مش عارفه انام يافندم وده مؤشر خطير جدا، وقلقانه وكل دقيقه ابص في الساعه وجسمي سخن في شهر يناير وتقولي طبيعي ؟!!
# مبروك ، استمتعي
وقبل ماتتجنني مني وتستغربي هاريح فضولك المره دي
بصي يا (beer) انتي متفقه معايا ان ميولنا اكبر جزء من متعتها متعه نفسيه مش جسديه، صح؟
* صح جدا وده اللي شدني ليك من البدايه
# تمام، واللي انتي حاسه بيه ده وعايشاه دلوقتي، نفسي ولا جسدي؟

# بالظبط كدا
* يعني سيادتكم بدأت السشن من بدري، وكنت عارف اني هايحصلي كدا،، اممممم
ماشي ... عموما انا قلقت بس مش اكتر وهاروح اكمل نوم عادي جدا ولا يهمني، انا strong independent woman
# حلوين البانتي والبرا دول، لونهم اسود تقريبا؟
*......................................
وقع الهاتف من يد عبير واخذت تنظر حولها باستغراب وخوف وسيطر عليها الصمت
وحينما افاقت من الصدمه اخذت تكتب...
* هو ايه ده مش فاهمه

* بتتكلم علي ايه اصلا

اهاااا دي اكيد رساله مش ليا وجتلي غلط، مين بقي الاموره اللي لابسه كدا؟؟

اخذت ترد بالنفي في محاوله مكشوفه منها لتكذيب ما قاله ولكنها لم تجد رد ووجدت انه قد اغلق النت.

لم تنم عبير تلك الليله وبرغم ان موعدها في تمام العاشره صباحا الا انها مع اول شعاع لشمس ذلك اليوم قامت من سريرها لتستعد للقاء، لا شئ يدور برأسها سوي تفاصيل اليوم وكيف سيكون، هل كما تخيلت وكما حلمت دوما، اعدت عبير الفطور وفنجان قهوة وجلست في شرفتها تحاول ان تريح عقلها قليلا من التفكير فيما سيحدث ولكن دون جدوي، اينما نظرت تري مشاهد ساديه تمنتها كثيرا من قبل وها هي الان تري نفسها بطلة المشهد، اغمضت اعينها واطلقت العنان لخيالها وكأنها تودع الخيال الي الابد، سطعت الشمس اكثر فاكثر فأجبرت عبير علي ان تغمض اعينها طويلا لتذهب في نومٍ عميق!!
كانت تنتظر اللقاء وتعد الثواني والدقائق ولكن النوم كان له رأي اخر، بَيدَ انها سهرت طوال الليل وتكاتفت كل الظروف لتحيل بينها وبين ماتريد، الوقت يمر وهي غارقه في حلمها ورأت انها ذهبت في موعدها وانها الان بين يديه وتعيش واقعها، صوت هاتفها يتعالي بالغرفه ولكن لا يجد مجيب........

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق