سلمي...1

.....بعد معاناه وصراع طويل مع النفس، وبعد تخبط بين جدران القلق والشك وبعد نزيف الروح واستهلاكها في التفكير ليالي وايام وسنوات عديده، استقرت اخيرا سلمي ان ماتشعر به ماهو الا ميول وليس مرض نفسي او عقلي، وان ماتشعر به وتحتاج اليه يشعر به ويحتاج اليه اخريات من بني جنسها، وان النقص التي تعاني منه هناك من يستطيع سده من الجنس الاخر، وبعدما علمت حقيقة ماتشعر به وتعرفت علي نفسها اصبحت بحاجه الي تكوين صداقات تسمح لها بمناقشة ماتشعر به وتحبه، وبما ان مجتمعنا يرفض تماما اي محاوله لخرق العادات والتقاليد سوي في الخفاء فتوجهت الي مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيس بوك، وقامت بعمل حساب وهمي ودخلت لعالم خفي وسحري ولا يعلم عنه احد شيئا، عالم يسمي... مجتمع السادوماسوشيه.

مجتمعنا لا يسمح بالاختلاف ولا يقبل التعايش مع المختلفين والادهي والأمر انه لن يتركهم وحالهم، بل يكيل لهم السباب والاتهامات جزافا، فنري فئه من المجتمع تلعن من يشرب الخمر ومن نفس الفئه تجد من يشرب الخمر ولكن سرا !!! ونجد ايضا فئه من الاناث ينهرن اي صديقه لهن افصحت عن ميولها الماسوشيه وهن من داخلهن حلمن ببعض المشاهد التي تقصها عليهن صديقتهن !!! عجيب مجتمعنا حقا، افعل ماتريد ولكن في الخفاء ولذلك ظهر مجتمع وهمي للعلاقات السادوماسوشيه علي الفيس بوك، ودخلت سلمي تخطو خطواتها الاولي في ذلك العالم السحري، عالم احلامها منذ الصغر واخيرا وجدت ضالتها ها هنا، توقعت سلمي ان تخبطها قد انتهي وان الحياه اخيرا تبسمت لها وانها ستجد ضالتها المنشوده هنا في العالم الافتراضي، ولكن ماحدث كان عكس ماتمنت وبدلا من ان تعيش ميولها وتتصالح مع نفسها كرهت الميول وكرهت كونها ماسوشيه، منذ الوهلة الاولي ومنذ اولي خطواتها في ذلك العالم الافتراضي انهال عليها كم كبير وغير معقول من الشتائم والسباب بدون وجه حق، مئات الرسائل التي تحمل نفس المعني....
تعالي ياكلبه تحت رجلي،،، لو تعبانه وعايزه ترتاحي تعالي،،، لو عايزه تتذلي وتتهاني تعالي................. جميع الرسائل تحمل نفس المعني،،،تعالي

وقفت سلمي حائره ومشمئزه، ماهذا الذي اري؟!!! ما هذا الذي اسمع؟!
ما تواجدت ها هنا لكي يترجاني احد ويعرض عليا ان اخطو نحوه بذلك الشكل الفج، ولو كنت اريد هذا لكان متاح جدا بالواقع ولكن أكره ذلك الرجل السهل الرخيص، كيف يكتبون انهم مسيطرون ثم يعرضون انفسهم كبضاعه زهيدة الثمن؟!! وكل معاناتي وقرائتي عن الماستر او المسيطر ذهبت هباءا؟!! هل كل ما قرأت ليس موجود ها هنا في الشرق؟؟!!
لما يسبونني بأمي؟؟!! اهذا هو لجام السيطره عندهم؟؟ لو كان هكذا فانا لا اريد ان اكون خاضعه فأنا ارجل منهم جميعا، كرهت ميولي وكرهت معرفتي كرها شديدا.

وانقطعت سلمي عن الدخول الي هذا العالم فترات طويله جدا، اكتئبت وعادت الي غرفتها حيث ادواتها الخاصه وحاولت ان تبتعد عن تلك الميول ولكن لم تكن تعلم ان هذه الميول لا شفاء منها برغم كل مانعانيه، قل تواجدها في عالم السادوماسوشيه علي الفيس بوك واصبحت لا تريد صداقات ولا علاقات، حتي جاء ذلك اليوم الذي رأت فيه تعليق في احد الصفحات لفت انتباهها....
(هو انا عشان عايز سليف لازم اشتمها واقولها هاولع فيكي واحميكي في بلاعه............الخ)
ذلك التعليق المنتشر والمأخوذ كوبي بيست منذ قديم الازل ولا نعرف مصدره ليومنا هذا، ولكن بما انها تخطو خطواتها الاولي فاعجبت بذلك التعليق وضغطت زر اعجبني فجائها طلب صداقه بعدها بثوان معدوده !!!

ابتسمت سلمي بكل براءه وتوقعت ان الحياه اخيرا تبسمت لها وخصوصا بعدما رأت ذلك الحساب ومنشوراته كلها تدل انه علي درايه كافيه بهذا المجتمع ومشهور جدا بين افراده، كانت سلمي تحلم دوما بارتعاش جسدها عندما يتملكها احد الرجال وتهاب نظراته وتشعر كم هي صغيره امامه وضعيفه امام قوة شخصيته، كانت تحلم بيد تحنو ويد تعاقب وتصحح مسار حياتها وتهبها متعة الالم بدون اذي، كانت تحلم بمن يحمل عنها كل شئ وتثق بعقله وتسير خلفه مغمضة الاعين وتكتفي بمشاهدة الدنيا من خلال عينيه، كانت تري نفسها مقيده منزوعة الاراده بين يد تتحكم بها كيفما تشاء وتتلاعب بأوتار روحها وتهب لها الالم النفسي قبل الجسدي، كانت تري قطرات الشمع وهي تهبط علي ارض جسدها فتنبت سعاده ونشوه وترضي ميولها، فقبلت طلب الصداقه وهي مهيئه نفسيا للخضوع التام وكانت مبهوره جدا بتلك الشخصيه بدون ادني تفكير في اي شئ سوي انها تنتظر لتعيش حلمها علي ارض الواقع، وما ان قبلت طلب الصداقه جائتها اول رساله...

* مقاس البرا بتاعك كام؟

ذهلت سلمي مما رأت واتسعت اعينها لا اراديا واخذت تهز رأسها لكي تفيق وتتأكد ان ماتري حقيقي او ان ماتري ماهو الا خيالات خزعبليه، ولكن الواقع ان ما رأت هو حقيقه والرساله كما قرأتها صحيحه جدا، اغلقت سلمي حسابها تماما وقررت ألا تعود مجددا الي هذا العالم الوهمي، واقتعنت ان كل ماتحلم به ليس له وجود علي ارض الواقع او علي الاقل ليس له وجود ها هنا بمجتمعنا الشرقي، وتمر الايام ومازال الحلم يراودها ويأتيها بين الفينة والاخري....

ماذا عساي ان افعل؟! هل اعود الي ذلك المستنقع وارتضي به واتقبل كل الشتائم والانتهاكات ام امشي بين الناس واصرخ بأعلي صوتي انني ماسوشيه مجنونه؟؟!!! هل كان ذلك الشخص يقصد ماقاله حقا ام انه كان يمزح وانا لم اعطه الفرصه كامله؟!! علي كل لن اعود مجددا الي ذلك المكان الذي اصابني بالغثيان.....

وفي المساء كان هناك شيئا ما يسحب يدها ويضغط بها علي شاشة هاتفها ويفتح ذلك الحساب مجددا ويحملها الي داخل هذا العالم رغما عنها، ظلت متردده كثيرا هل تحادثه؟ هل سؤاله هذا له علاقه بصلب الموضوع وهي لا تعلم؟ هل يجب ان يعرف المسيطر حجم صدرها في بداية العلاقه؟؟!!!!! لم تكن مقتنعه ولم تكن تعلم ماذا تفعل وظلت متردده حتي قررت ان.....

يتبع......