الاثنين، 21 نوفمبر 2016

قصة " حياة " – الجزء الأول




مقيدة اليدين والقدمين ... معصوبة العينين
جسدها الصغير فى وضعية لم تعتدها وكأنها على صهوة جواد ينطلق بأقصى سرعته
ولكنها لا تملك زمامه ، ففى الواقع هى مقيدة على صهوة ما يشبه جوادا خشبى ، انحنت رأسها لتلامس رأسه ، وقيدت يديها حول عنقه وانثنت ركبتاها الى الخلف ليكون باطن قدمها فى نفس مستوى جسدها الممدد عليه .
فى تلك اللحظة ورغم ما يوحي به المشهد من رعب وفزع لدى البعض .. اسبلت " حياة " عينيها التى لو اتيحت لنا الفرصة لنشاهدها من تحت القماشة الحريرية التى تغطيها لرأينها تلمع وسط الظلام .


ورغم انها لا تعرف ما هو ات ... وبرغم الترقب المصحوب بقشعريرة بارده تنتاب جسدها الصغير بين لحظة واخرى ، الا ان هذا لم يمنع خيالها من العودة الى الوراء ............. بعيدا عن كل تلك الاحداث التى بدأت قبل شهور قليلة .
لم تستطع ان تمنع نفسها من تذكر تلك الاوقات التى مرت وهى حائرة لا تدرى ما الذى تريده
عادت " حياة " الى تلك اللحظات التى اكتشفت فيها لأول مرة ولعها وشغفها بالسادية ، تلك اللحظة التى شكلت فارقا كبيرا فى حياتها منذ سن المراهقه .
اللحظة التى تبعتها لحظات اخرى حاولت فيها بكل شجاعه ان تكتشف نفسها .. ان تبحث وتعرف وتقرأ وتسمع عن عالم غامض اشبه بصندوق بندورا ، ورغم صعوبة الحصول على المعلومات فى هذه الفترة مع عدم توافر وسائل التواصل الاجتماعى وانتشار الانترنت الذى حدث الان وقبل عصر الهواتف الذكية ، بحثت " حياة " وبحثت ، كانت تنهل من تلك المعلومات كمن ينهل من مياه البحر ، لا يكاد ينتهى حتى يظمأ مجددا .
صوت ازيز هادر شعرت به على بعض سنتيمترات من اذنها جعلها تنتفض مكانها ، ولولا احكام قيودها لسقطت ارضا بعد ان اخترق الازيز شريط ذكرياتها ،
انتشلها الصوت من طوفان ذكرياتها المتلاحق معلنا عن بدء جلسة جديدة من جلسات عقابها ، ولكن مهلا
هذا الازيز لم اسمعه من قبل بتلك الحده ، هكذا همست فى عقلها ، اعرف جيدا صوت الخزرانه الاثيرة لدى سيدى ، واعرف صوت حزامه الجلدى ذو الرائحه النفاذه ، اما هذا الازيز الذى شق الهواء بجانبى فهو مختلف ، اقوى واكثر حدة
وكأن سيدها قد ادرك ما يدور فى عقلها ولم يشأ ان يتركها لحيرتها طويلا ، فقال :
لقد ان الأوان يا جاريتى ان يتذوق جسدك مذاقا مختلفا ... مذاق احب الأدوات الى قلبى ... انتى تعرفينها جيدا لقد بهرتك منذ المرة الاولى التى وقعت عيناكي عليها ....
استعادت " حياة " كامل تركيزها وهى تتذكر زيارتها الاولى لسيدها والمرة الوحيده التى سمح فيها ان تتأمل معرض ادواته وكنزه الثمين ، تذكرت لحظة امتزج فيها الذعر مع الحماس والترقب ، لحظة لن تنمحى من ذكرياتها وقد طاردتها كل تلك الادوات فى احلامها مرارا ، نعم حلمت مئات المرات بأنها تتذوق تلك الأدوات ... كلها تقريبا عدا أداة واحده ، لم تواتيها الشجاعه حتى فى احلامها ان تتذوقها .............انها هى دون شك
هنا تراجع سيدها خطوة للوراء وهو يرى انتفاضة جسدها كما لم يراها من قبل ، انتفاضة كادت ان تحدث صوتا مدويا لو كان للانتفاضات صوتا ، ارتجف جسدها من رأسها حتى اخمص قدميها ، وتوترت عضلاتها وكأنها تصرخ فى صوت واحد : لا يا سيدى رجاءا
هذا الصرخه لم تصدر من فمها ابدا ، بل عبر عنها جسدها وحده ، فقد اختنقت الكلمات فى صدرها وأبت ان تطواعها شفتاها عن نطقها .....
وهنا سمعت أخر كلمة تتمنى سماعها الان من سيدها ..................الأن سنبدأ يا صغيرتى
يتبع

هناك 5 تعليقات:

  1. روووووووووعة بداية موفقة
    وتذكر اول مرة من زيارتها واكتشاف ادواته ستظل فى ذاكرتها للابد
    اول لحظة فى الحدوتة اولها
    احسنت

    ردحذف
    الردود
    1. لا شكر على واجب لازم ندعمك ونعرفكم ارائنا حتى تعطونا المزيد من قصصكم المشوقة وافكاركم الرائعة

      حذف
  2. حلوه��

    ردحذف