لم يكن غريبا الا يغمض لـ حنين جفن فى ليلتها
تلك ، التى أعقبت لقاءها الأول بـ باسم ، بقيت ليلتها على فراشها الوثير تتأمل فى
حروف الكارت الذى استقر بين راحتيها ،،، وفى عقلها ترددت مئات الأسئلة كان أهمها :
من أنت ايها الغامض
من أي حفرة من حفر القدر ظهرت لى وفى هذا
التوقيت تحديدا ، لم يكن باسم يدرى كما كان توقيته مثاليا ، ففى تلك المرحلة كانت
حنين قد غاصت حتى النخاع فى بحور السادية ، قرأت كثيرا ساعدها على ذلك اجادتها
للغة الانجليزية بحكم دراستها ، ورغم انها وجدت الاف الكتابات التى تناولت الامر
من عدة زوايا الا ان ما عثرت عليه باللغة العربية لم يكن سوى مجرد اجتهادات محدوده
لا تشكل بحثا متعمقا او شرحا كافيا ، وهذا ما اقلقها ...
لقد فهمت جيدا مفاهيم السادية الغربية ، ولكن
ظلت طبيعتها الشرقية رغم كثرة اسفارها وعالمها المفتوح عقبة امام تقبل تلك الافكار
...
ولم تكن تتوقع ان تجد لدى باسم أى جديد ، لكن
الجديد هو ان تتحدث عن الأمر الذى لم تفاتح فيه احدا سوى صديقتها المقربة بسمة ،
التى وجدت لديها بعض الميول لاكتشاف هذا العالم ..
كان حماس حنين طاغيا ، ودون مجهود قررت انها
ستتحدث الى باسم ، ولكن ... ماذا بعد
تردد السؤال فى أعماق عقلها دون اجابة .. وحينما
شعرت بالحيرة قررت ان تترك الأمور لوقتها
لم تتردد حينها ان تهاتف بسمة لتخبرها عن
قرارها الذى اتخذته : بسمة انا هقابله بس وانتى معايا .. خلص الكلام ومفيش فصال
ولا نقاش ، واغلقت الهاتف قبل ان تتلقى ردا من بسمة المذهولة .
وهنا بدأت حنين طقوسها اليومية ،، احكمت
إغلاق غرفتها وتجردت من كل ملابسها وانزوت فى ركن الغرفة الواسعه منكمشة على نفسها
تخفى جسدها وهى تضم ركبتيها جهة صدرها مطأطأة الرأس مغمضة العينين ،،،
تتأهب لحلم جديد من أحلام يقظتها التى ترى
فيها ما تتمنى ان تعيشه يوما ،،،،
كل يوم اعتادت حنين ان تفعل هذا وفى كل يوم
كانت تضع سيناريو جديد من طيات خيالها الواسع ، لكنها فى هذا اليوم ولأول مرة رأت
وجه سيدها ، دون ارادتها وجدت باسم يقف على باب غرفتها ينظر اليها ممسكا بيده
بحزام جلدى مما يستعمله الرجال ويقترب منها وهو يمسك بيده الاخرى بقيود لم ترى
مثلها من قبل ، مقابض من حديد تزينها قطعا من قماش الحريرى ، مزيج غريب يجمع الرقى
والعبودية فى انسجام عجيب ،، وبهدوء احاط بها معصميها قبل ان يخرج من جيبه قطعة
اخرى احاط بها عينيها ،،،
ازداد انكماشها وهى تشعر بأنفاسه تصطدم
بجسدها العارى وهو يحملها على كتفه كأنها قطة أليفة يداعبها مالكها كيفما شاء ،،،
لكنه لم يتعامل بهذا القدر من اللطف ، فقد القى حمله على السرير فى قوة انتزعت
صرخة الصدمة من احشائها ، وقبل ان ينتهى عنصر المفاجأة كانت لسعات حزامه تلهب
ظهرها ومؤخرتها غير مباليه بصوت صراخها الذى يعلو مع كل ضربة جديدة ...
انتهى من لوحته التى رسمها على جسدها الذى
تبدل لونه من قوة ضرباته ، وخارت قواها وتقطعت انفاسها المتلاحقة وهو يجذبها من
شعرها الاسود الطويل ليلقى بها عند قدميه وهو يجلس على مقعد كبير فى وسط الغرفة
،،، ودون إشارة منه انهمرت قبلاتها تمسح قدميه تطلب من سيدها ان يعفو عنها ...
ومع يده التى تتخلل خصلات شعرها ،،، غرقت
حنين فى نوم عميق تحت أقدام سيدها الذى امتزج فيه الواقع بالخيال ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق